كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

عيونهم (¬1) كما قال جل ذكره: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)} [عبس: 40]) (¬2)
قال ابن الأنباري: (إنما خص الله تعالى هؤلاء بمعرفة الجماعة دون الخلق؛ لأن موضعهم مرتفع عالٍ يرون فيه أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار دون الخلق، وكأن الاختصاص من أجل (¬3) هذا المعنى) (¬4) وذكرنا معنى السيما (¬5) في سورة [البقرة] (¬6).
وقوله تعالى: {وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، قال الكلبي: (إذا نظروا إلى الجنة سلموا على أهلها فردوا عليهم السلام، وإذا نظروا إلى النار {قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}) (¬7).
وقال عطاء عن ابن عباس: {وَنَادَوْا} (يريد: أصحاب الأعراف {أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} (¬8)، فردوا عليهم السلام، فقال أصحاب الجنة لخزنة جهنم: ما لأصحابنا على أعراف الجنة لم يدخلوها؟ فقال الملائكة: {وَهُم (¬9) يَطْمَعُونَ} (¬10)
¬__________
(¬1) لفظ: (وزرقة عيونهم) ساقط من (أ) ولا يوجد في "معاني الزجاج".
(¬2) "معاني الزجاج" 2/ 343.
(¬3) في (ب): (من أجله)، وهو تحريف.
(¬4) لم أقف عليه عن ابن الأنباري. وانظر "الأضداد" لابن الأنباري ص 368 - 370.
(¬5) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية 1/ 163أ.
(¬6) لفظ: (البقرة) ساقط من (ب).
(¬7) "تنوير المقباس" 2/ 97، وهو قول أكثر المفسرين، انظر: "الأضداد" لابن الأنباري ص 368، وتفسير الطبري 12/ 464، والسمرقندي 1/ 543، والبغوي 3/ 233، وابن عطية 5/ 516، والرازي 14/ 90.
(¬8) لفظ: (أن) ساقط من (ب).
(¬9) في (ب): (وهم).
(¬10) ذكره السمين في "الدر" 5/ 330، وقال: (وهذا يبعد صحته عن ابن عباس إذ لا يلائم فصاحة القرآن) اهـ.

الصفحة 154