كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

48 - قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ}، قال الكلبي: (وينادي أصحاب الأعراف قومًا من أهل النار من رؤساء المشركين، فيقولون (¬1) لهم: {مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} وما كنتم تستكثرون (¬2) من الأموال والأولاد، وتستكبرون عن عبادة الله جل وعلا، ثم يرون في الجنة جماعة من مستضعفي المسلمين، مثل بلال، وسلمان (¬3)، وعمار، وخباب؛ فيقبلون على المشركين فيقولون: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ} [الأعراف:49] أي: حلفتم وأنتم في الدنيا {لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ} برحمته, فيقول الله تبارك وتعالى لأصحاب الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} حين يخاف أهل النار {وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} حين يحزنون) (¬4).
¬__________
= الأصل مصدر، ثم جعل دالًا على المكان، أي: على جهة اللقاء والمقابلة، قالوا: ولم يجيء من المصادر على تفعال -بكسر التاء- إلا لفظتان: التلقاء، والتبيان، وما عدا ذلك من المصادر فمفتوح نحو الترداد والتكرار، ومن الأسماء مكسور نحو تِمثال وتِمساح وتِقصار) اهـ.
انظر: "التبيان" ص 377، و"الفريد" 2/ 306، والقرطبي 7/ 214.
(¬1) في (ب): (فيقول).
(¬2) في (ب): (تستكبرون)، وهو تحريف.
(¬3) سلمان أبو عبد الله الفارسي، ويقال له سلمان الخير، وسلمان ابن الإِسلام، صحابي جليل، زاهد، عالم، حكيم، شهد الخندق وما بعدها، وفضله ومناقبه وثناء الأئمة عليه كثير، توفي -رضي الله عنه- سنة 34 هـ.
انظر: "الحلية" 1/ 185، و"الاستيعاب" 2/ 194 (1019)، و"سير أعلام النبلاء" 1/ 505، و"الإصابة" 1/ 62، و"تهذيب التهذيب" 2/ 68، و"الأعلام" 3/ 111.
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 97 - 98، وذكره ابن الأنباري في "الأضداد" ص 369 - 370، والبغوي 3/ 233، وابن الجوزي 3/ 207 - 208.

الصفحة 157