كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

ومعنى {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} يريد: جاءها عذابنا. قاله ابن عباس (¬1).
وقوله تعالى: {بَيَاتًا} أي: ليلاً (¬2). قال الفراء: (يقال: بات الرجل وهو يبيت بيتًا، وربما قالوا: بياتا، قال: وسمي البيت بيتًا لأنه يبات فيه) (¬3).
وقال الليث: (البيتوتة دخولك في الليل، قال: ومن قال: بات فلان إذا نام فقد أخطأ) (¬4).
وقال ابن كيسان: (بات يجوز أن يجرى مجرى نام وأن يجرى
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" 2/ 81
(¬2) هذا قول الجمهور منهم أبو عبيدة في "المجاز" 1/ 210 وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" 176، والطبري في "تفسيره" 8/ 118، والزجاج في "معانيه" 2/ 317، والسمرقندي 1/ 531، وقال الكرماني في غرائبه 1/ 396: (المفسرون عن آخرهم فسروا {بياتا} ليلاً) اهـ. وقال السمين في الدر 5/ 250. (قال الواحدي {بياتًا} أي: ليلاً. وظاهر هذه العبارة أن يكون ظرفًا لولا أن يقال: أراد تفسير معنى) اهـ.
(¬3) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 21، وفي "تهذيب اللغة" 1/ 250 عن الفراء قال: (باب الرجل إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية). قال الأزهري: (وقوله تعالى {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا} أي: ليلاً، والتبييت سمي بيتا لأنه يبات فيه) اهـ. ولم أقف عليه في معاني الفراء.
(¬4) "تهذيب اللغة" 1/ 250، و"العين" 8/ 138. وأصل البيت مأوى الإنسان بالليل، ثم يقال للمسكن: بيت من غير اعتبار الليل فيه وجمعه بيوت وهي بالمساكن أخص وأبيات وهي لأبيات الشعر، والبات والتبييت: قصد العدو ليلاً، والبيوت: ما يفعل بالليل، ويقال لكل فعل دبر فيه بالليل: بيت. انظر: "الجمهرة" 1/ 257، و"الصحاح" 1/ 244، و"المجمل" 1/ 139، و"المفردات" ص 151، و"اللسان" 1/ 393، (بيت).

الصفحة 16