كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

تركوه بالتكذيب به (¬1)، كما قال ابن عباس.
وقال الزجاج: (أي: نتركهم في عذابهم كما تركوا العمل للقاء يومهم) (¬2)، وهذا قول الحسن (¬3)، ومجاهد (¬4)، والسدي (¬5)، وجميع المفسرين (¬6)؛ قالوا: (إن معنى النسيان هاهنا: الترك).
قال ابن الأنباري: (فاليوم نتركهم في النار على غير إغفال ونسيان، كما تركوا العمل لنا عامدين لا غافلين، فمعنى تركهم لقاء ذلك اليوم: تركهم العمل بطاعة الله لذلك اليوم) (¬7)
وقال أصحاب المعاني: (معنى {نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا}: نعاملهم معاملة من نسي بتركهم (¬8) في النار كما فعلوا في الإعراض عن آياتنا وما ندبناهم إلى العمل به، فِعْل من نسي وغفل، فكذلك (¬9) نجازيهم بمثل فعلهم،
¬__________
(¬1) لفظ: (به) ساقط من (ب).
(¬2) "معاني الزجاج" 2/ 341.
(¬3) ذكره الرازي 14/ 93، قال: (هو قول الحسن ومجاهد والسدي والأكثرين) اهـ، وقال أبو حيان في "البحر" 4/ 305، (وهو قول الحسن والسدي أيضًا والأكثرون).
(¬4) "تفسير مجاهد" 1/ 238، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 230، والطبري 8/ 202 من عدة طرق جيدة.
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1492 من طرق جيدة عن مجاهد والسدي، وانظر: "الدر المنثور" 3/ 167.
(¬6) انظر: الطبري 8/ 202، و"معاني النحاس" 3/ 41، والسمرقندي 1/ 544، والبغوي 3/ 234، وابن عطية 5/ 521.
(¬7) ذكره ابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 209، وفي "الأضداد" لابن الأنباري ص 399 نحوه، وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 215، و"تفسير غريب القرآن" ص 178.
(¬8) في (ب): (نتركهم).
(¬9) في (ب): (وكذلك).

الصفحة 161