كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

فنوقع بهم ما يشبه النسيان بأن لا نجيب لهم دعوة ولا نرحم لهم عبرة) (¬1).
وقوله تعالى: {وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}. قال الزجاج: (أي: كجحدهم (¬2)، {وَمَا} في موضع جر نسق على {كَمَا} (¬3) و (ما) في قوله {كَمَا نَسُوا} وقوله: {وَمَا كَانُوا} بمعنى المصدر، والتقدير: ننساهم نسيانًا كنسيانهم يومهم هذا ولكونهم جاحدين بآياتنا، قاله أبو علي (¬4).
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ} [الأعراف:52]، قال ابن عباس: (يريد: الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، {فَصَّلْنَاهُ} يريد: بيناه) (¬5)، والتفصيل تبيين المعاني بإظهارها مما يلتبس بها، فالتفصيل كالتبيين (¬6).
¬__________
(¬1) ذكره الرازي 14/ 93، و"الخازن" 2/ 235، وقال ابن كثير في تفسير الآية 2/ 245: (أي: يعاملهم معاملة من نسيهم لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه .. وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة) اهـ. ملخصًا.
(¬2) في (ب): (أي ولجحدهم).
(¬3) "معاني الزجاج" 2/ 341.
(¬4) "الحجة" لأبي علي 3/ 60 و6/ 216 - 217 و219، وهو قول الأكثر. انظر: "الإيضاح" لابن الأنباري 2/ 657، و"إعراب النحاس" 1/ 615، و"المشكل" 1/ 293، و"البيان" 1/ 364، و"الفريد" 2/ 309، و"الدر المصون" 5/ 336.
(¬5) "تنوير المقباس" 2/ 99، وهو قول عامة المفسرين. انظر: الطبري 8/ 203، والسمرقندي 1/ 544 - 545، والبغوي 3/ 235، وابن عطية 5/ 522، وابن الجوزي 3/ 209.
(¬6) التفصيل - التبيين، وأصل الفَصْل القطع والقضاء وإبانة الشيء عن الآخر. انظر: "العين" 7/ 126، و"الجمهرة" 2/ 891، و"تهذيب اللغة" 3/ 2795، و"الصحاح" 5/ 1790، و"مقاييس اللغة" 4/ 505، و"المفردات" ص 639، و"اللسان" 6/ 3422 (فصل).

الصفحة 162