كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقوله تعالى: {عَلَى عِلْمٍ} أي: فصلناه بعلم لم يقع منا فيه سهو ولا غلط، وقيل: {عَلَى عِلْمٍ} في الكتاب وهو ما أودع من العلوم (¬1) وبيان الأحكام.
وقوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً}، قال الزجاج: ({هُدًى} في موضع نصب أي: فصلناه هاديًا وذا رحمة) (¬2).
وقوله تعالى: {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يدل على أن القرآن جُعل هدى لقوم مخصوصين أريد به هدايتهم دون غيرهم ممن كذب به.

53 - قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}، النظر هاهنا بمعنى: الانتظار (¬3)، وقد مر في سورة البقرة (¬4)، وإنما قيل لهم {هَلْ يَنْظُرُونَ}، وإن كانوا جاحدين؛ لأنهم في منزلة المنتظر كأنهم ينتظرون ذلك لأنهم
¬__________
(¬1) أكثرهم قال: (المعنى بيناه على علم منا بما فصلناه به) اهـ. انظر: "تفسير مقاتل" 2/ 40، والطبري 8/ 203، والسمرقندي 1/ 545، والماوردي 2/ 228، والبغوي 3/ 235، وابن الجوزي 3/ 210.
(¬2) "معاني الزجاج" 2/ 341، والجمهور على نصبهما على الحال من مفعول {فَصَّلْنَاهُ} أو على أنه مفعول لأجله أي: فصلناه لأجل الهداية والرحمة. قالوا: ويجوز الجر على النعت لكتاب أو البدل منه، والرفع على تقدير مبتدأ أي: هو هدى ورحمة انظر: "معاني الفراء" 1/ 380، و"تفسير الطبري" 3/ 208، و"إعراب النحاس" 1/ 615، و"المشكل" 1293، و"البيان" 1/ 364، و"التبيان" ص 378، و"الفريد" 2/ 309، و"البحر" 4/ 306، و"الدر المصون" 5/ 366.
(¬3) النَّظَر: تقليب البَصَرِ والبَصيرة لإدراك الشيء وتأمله ورؤيته، والنَّظَر: الانتظار يقال: نَظَرْتُه أي انتظَرْتْه، وأَنْظَرْتُه - أخَّرْتُه. انظر: "الجمهرة" 2/ 763، و"تهذيب اللغة" 4/ 3604، و"الصحاح" 5/ 380، و"المجمل" 3/ 873، و"مقاييس اللغة" 5/ 444، و"المفردات" ص 813، و"اللسان" 7/ 4466 (نظر).
(¬4) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية 1/ 126ب.

الصفحة 163