يأتيهم لا محالة، وفيه وجه آخر ذكرناه في قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [الأنعام: 158] في آخر سورة الأنعام.
وقوله تعالى: {إِلَّا تَأْوِيلَهُ}. قال الفراء: (الهاء في {تَأْوِيلَهُ} للكتاب يريد: عاقبته وما وعد الله فيه) (¬1) [يعني: من البعث والنشور والعقاب والحساب.
وقال مقاتل (¬2): {إِلَّا تَأْوِيلَهُ} عاقبة ما وعدوا] (¬3) على ألسنة الرسل. ومضى (¬4) الكلام في التأويل في سورة آل عمران (¬5) أولاً، ثم في النساء (¬6) ثانيًا.
وقوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}. قال ابن عباس: (يريد: يوم القيامة) (¬7).
¬__________
(¬1) "معاني الفراء" 1/ 380، وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 216، و"تفسير غريب القرآن" ص 178.
(¬2) "تفسير مقاتل" 2/ 40، وقال النحاس في "إعراب القرآن" 1/ 616 (في معناه قولان: أحدهما: هل ينظرون إلا ما وعدوا به في القرآن من العقاب والحساب، والقول الآخر: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} من النظر إلى يوم القيامة) اهـ. وانظر: "معاني الزجاج" 2/ 341، والطبري 8/ 204، و"معاني النحاس" 3/ 41 - 42، والسمرقندي 1/ 545، والماوردي 2/ 228.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬4) في النسخ: (ومعنى) والأولى (ومضى).
(¬5) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية 1/ 175 أ.
(¬6) انظر: "البسيط" نسخة جستربتي 2/ 4 أ.
(¬7) أخرجه الطبري 8/ 204، وابن أبي حاتم 5/ 1494 بسند ضعيف، وقال ابن القيم كما في "بدائع التفسير" 2/ 217 - 218 (فمجيء تأويله مجيء نفس ما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر والمعاد وتفاصيله، والجنة والنار ويسمى تعبير الرؤيا تأويلًا بالاعتبارين، فإنه تفسير لها وهو عاقبتها وما تؤول إليه، فتأويل ما أخبرت به الرسل =