كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
قال الزجاج: ({يَوْمَ} نصب بقوله {يَقُولُ} (¬1). قال: [و] (¬2) {الَّذِينَ نَسُوهُ} معناه (¬3) أنهم صاروا في الإعراض عنه بمنزلة من نسى، وجائز أن يكون {نَسُوهُ} تركوا (¬4) العمل له والإيمان له) (¬5)، وهذا كما ذكرنا في قوله: {كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} [الأعراف:51].
وقوله تعالى: {أَوْ نُرَدُّ} نسق على قوله: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ}، كأنه قيل: هل يشفع لنا شافع، أو هل نرد {فَنَعْمَلَ}، منصوب على جواب الاستفهام [بالفاء (¬6)] (¬7)، ومعنى: {فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} نوحد الله قاله ابن عباس (¬8).
¬__________
= هو مجيء حقيقته ورؤيتها عيانًا ومنه تأويل الرؤيا وهو حقيقتها الخارجية التي ضربت للرائي في عالم المثال) اهـ.
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 341، وانظر: "إعراب النحاس" 1/ 616، و"المشكل" 1/ 293، و"البيان" 1/ 364، و"التبيان" ص 378، و"الفريد" 2/ 310، و"الدر المصون" 5/ 337 وكلهم على أنه منصوب على الظرف والعامل فيه {يَقُولُ}.
(¬2) لفظ: (الواو) ساقط من (ب).
(¬3) في (ب): (معنا)، وهو تحريف.
(¬4) في (ب): (تركوه العمل)، وهو تحريف.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 341 - 342، وانظر: الطبري 8/ 204، و"معاني النحاس" 3/ 42، والسمرقندي 1/ 545، والماوردي 2/ 229.
(¬6) لفظ: (بالفاء) ساقط من (ب).
(¬7) هذا قول الزجاج في "معانيه" 2/ 342 وهو المشهور، وقول الجمهور: (فتكون جملة {أَوْ نُرَدُّ} معطوفة على جملة {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ} داخلة معها في حكم الاستفهام. انظر: "معاني الفراء" 1/ 380، والأخفش 2/ 300، و"تفسير الطبري" 12/ 205، و"إعراب النحاس" 1/ 616، و"المشكل" 1/ 293، و"البيان" 1/ 364، و"التبيان" ص 378، و"الفريد" 2/ 310، و"البحر" 4/ 306، و"الدر المصون" 5/ 337.
(¬8) "تنوير المقباس" 2/ 99 وفيه: (فنؤمن ونعمل غير الذي كنا نعمل في الشرك) اهـ.
الصفحة 165