قال الله تعالى (¬1): {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}، قال ابن عباس: (يريد: قد خسروا النعيم (¬2) وصاروا إلى الخزي والعذاب) (¬3) ومضى الكلام (¬4) في: {خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}.
وقوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، يريد: سقط عنهم ما كانوا (¬5) يقولون من أن مع الله إلهًا آخر (¬6).
54 - قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} الآية. قال الليث: (السِّتُّ والسِّتة في التأسيس على غير لفظيهما، وهما في الأصل سِدْس وسِدْسَة، ولكنهم أرادوا إدغام الدال في السين فالتقتا عند مخرج التاء فغلبت (¬7) عليهما، وبيان ذلك أنك [تصغر] (¬8) ستة سُدَيْسة، وكذلك الأسداس، وجميع تصريفهما (¬9) على ذلك) (¬10).
¬__________
(¬1) في (ب) تكرار قال الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}.
(¬2) في (ب): (خسروا النعيم)، وهو تصحيف.
(¬3) "تنوير المقباس" 2/ 9: وفيه (غبنوا أنفسهم بذهاب الجنة ولزوم النار) اهـ.
(¬4) انظر: معنى الخسران في "البسيط" البقرة: 27.
(¬5) في (ب) تكرار: (يريد سقط عنهم ما كانوا يفترون يريد سقط عنهم ما كانوا يقولون ...)
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 8/ 205، والسمرقندي 1/ 545، والبغوي 3/ 235.
(¬7) في (ب): (فقلبت)، وهو تصحيف.
(¬8) لفظ: (تصغر) ساقط من (أ).
(¬9) في (ب): (تصريفها) وعند الأزهري في "تهذيب اللغة" 2/ 1623: (تصغيرها).
(¬10) "تهذيب اللغة" 2/ 1623، وانظر: "العين" 7/ 186 (ست).