كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

يعني: بشر بن مروان (¬1)، وعلى هذا خصّ العرش بالإخبار عن الاستيلاء عليه؛ لأنه أعظم المخلوقات.
وقال الأخفش: ({اسْتَوَى} أي: علا، يقال: استويت على ظهر البيت أي: علوته) (¬2) وهذا القول اختيار ابن جرير، قال: (معناه: ارتفع ارتفاع ملك وسلطان، لا ارتفاع انتقال وزوال) (¬3)، وهذا يعود إلى معنى الاستيلاء (¬4). وقد شرحنا الاستواء في صفة الله تعالى مستقصى في سورة البقرة (¬5).
¬__________
= 2/ 339، و"الدر المصون" 1/ 243، ونسب في "تاج العروس" 19/ 551 (سوا)، إلى الأخطل، وفي هذه المراجع (قد استوى)، وقال شيخ الإسلام في "الفتاوى" 5/ 146: (لم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة) اهـ. ونسبه ابن كثير في "البداية والنهاية" 9/ 7 إلى الأخطل، وقال: (الأخطل نصراني، والاستدلال به باطل من وجوه كثيرة) اهـ. وهو ليس في ديوان الأخطل والواحدي نسبه هنا وفي "الوسيط" 1/ 192 (إلى البعيث) وانظر: "مختصر الصواعق المرسلة" 3/ 890، 898.
(¬1) بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي: أمير كان سمحًا جوادًا, ولى إمرة العراق لأخيه عبد الملك، وتوفي سنة 75 هـ، وله نيف وأربعون سنة. انظر: "سر أعلام النبلاء" 4/ 145، و"البداية والنهاية" 9/ 7، و"تهذيب تاريخ ابن عساكر" 3/ 251، و"الأعلام" 2/ 55.
(¬2) "تهذيب اللغة" 2/ 1794، وانظر: "معاني الأخفش" 1/ 55 - 56.
(¬3) "تفسير الطبري" 1/ 192، واختار أن معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]: (علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات) اهـ.
(¬4) الطبري -رحمه الله تعالى- رجح في معنى الاستواء ما قال به السلف، ثم أخذ يناقش المؤولين، ومن باب إلزام الحجة لهم، قال: (قل علا عليها علو ملك وسلطان) اهـ، وهذه العبارة ليست من نهج السلف في الإثبات، والله اعلم.
(¬5) انظر: "البسيط" البقرة: 29.

الصفحة 170