كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

والأصل في هذا الباب أنه إذا (¬1) اجتمع بعد كان معرفتان فأنت مخير في أن ترفع (¬2) أحدهما وتنصب الآخر كقولك: كان زيدٌ أخاك، وإن شئت كان زيدًا أخوك.
قال الزجاج: (إلا أن الاختيار إذا كانت الدعوى في موضع رفع أن يقول: فما كانت في دعواهم، فلما قال: {كَانَ} دل أن الدعوى في موضع نصب غير أنه يجوز تذكير الدعوى، وإن كانت رفعًا فتقول: كان دعواه [باطلًا] (¬3) وباطلة) (¬4). وما حكينا من القولين في موضع الدعوى من الإعراب معنى قول الفراء (¬5) والزجاج (¬6).
قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ} [الأعراف: 6] قال عطاء عنه: (يُسأل الناس جميعًا عما أجابوا المرسلين، ويُسأل المرسلون عما بلغوا) (¬7).
¬__________
= بالرفع فمن رفع جعل {البر} اسم ليس و {أن تولوا} الخبر، ومن نصب جعل {البر} خبر مقدم و {أن تولوا} اسم (ليس). انظر: "السبعة" ص 176، و"الحجة" لأبي علي 2/ 270، و"المشكل" 1/ 117.
(¬1) انظر "الحجة" لأبي علي 2/ 270.
(¬2) في (ب): (يرفع أحدهما وينصب) بالياء.
(¬3) لفظ: (باطلاً) ساقط من (ب).
(¬4) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 319، وعليه يكون تذكير الفعل قرينة مرجحة لإسناد الفعل إلى (أن قالوا) ولو كان مسندا للدعوى لكان الأرجح (كانت أفاده). السمين في "الدر" 5/ 254.
(¬5) انظر: "معاني الفراء" 1/ 372.
(¬6) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 319.
(¬7) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 121، وابن أبي حاتم 5/ 1439 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 126.

الصفحة 21