كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
8 - قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} يعني: يوم السؤال {وَالْوَزْنُ} ابتداء، وخبره {الْحَقُّ} (¬1) وابن عباس (¬2) وعامة المفسرين (¬3) على أن المراد بهذا الوزن أعمال العباد.
قال ابن الأنباري: (أكد الله به الاحتجاج على العباد وقطع به عذرهم وبين به (¬4) لهم عدله وأنه لا يظلم أحدًا) (¬5).
وقوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ورد الخبر (أن الله تعالى ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن (¬6) به أعمال العباد خيرها وشرها) (¬7).
قال ابن عباس: (يوزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان فأما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان فتثقل (¬8)
¬__________
(¬1) انظر "معاني الفراء" 1/ 373، و"إعراب النحاس" 1/ 600، و"المشكل" 1/ 282.
(¬2) يأتي تخريجه فيما بعد.
(¬3) ذكره مثله الواحدي في "الوسيط" 1/ 158، والبغوي في "تفسيره" 3/ 214، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 80/ 122، عن عمرو بن دينار والسدي.
(¬4) لفظ: (به) ساقطة من (ب).
(¬5) لم أقف عليه: وقال ابن الجوزي في زاد المسير 3/ 171 (في الميزان خمسة حكم - أحدها: امتحان الخلق بالإيمان بذلك في الدنيا، والثانية: إظهار علامة السعادة والشقاوة في الآخرة، والثالثة: تعريف العباد ما لهم من خير وشر، والرابعة: إقامة "الحجة" عليهم، والخامسة: الإعلام بأن الله عادل لا يظلم) اهـ.
(¬6) في (ب): (فيوزن) بالياء.
(¬7) لم أقف عليه بهذا اللفظ وهو مشهور من قول ابن عباس، وسيأتي تخريجه. وقال الزجاج في "معانيه" 2/ 319: (الأولى من هذا أن يتبع ما جاء بالأسانيد الصحاح فإن جاء في الخبر أنه ميزان له كفتان من حيث ينقل أهل الثقة فينبغي أن يقبل ذلك) اهـ.
(¬8) في (ب): (فيثقل) بالياء.
الصفحة 23
576