كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

والأولى من هذا (¬1) أن يتبع ما جاء في الأسانيد الصحاح من ذكر الميزان) (¬2).
وقال ابن الأنباري: (والقول الأول هو اختيارنا لتتابع الأخبار به واتفاق أكثر أهل العلم عليه ولشهادة ظاهر القرآن له، قال: وإنما جمع الله تعالى فقال: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ولم يقل: ميزانه من أجل أن العرب توقع الجمع على الواحد فيقولون: خرج إلى البصرة في السفن، وخرج إلى مكة على البغال. قال: ويجوز أن يكون جمع الميزان إذ (¬3) كانت {مَنْ} في معنى (¬4) جمع فصرف الكلام إلى معنى {مَنْ} يدل على صحة هذا قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} بالجمع تغليبًا لمعنى {مَنْ} على لفظه) (¬5).
وقال غيره: (الموازين هاهنا جمع موزون لا جمع ميزان وأراد بالموازين الأعمال الموزونة) (¬6).
¬__________
= تأويل، وإذا أجمعوا على منع التأويل وجب الأخذ بالظاهر وصارت هذه الظواهر نصوصًا) اهـ. ونحوه ذكر ابن عطية في "تفسيره" 5/ 432، والشوكاني 2/ 277، وصديق خان 4/ 305، والقاسمي 7/ 2617.
(¬1) في (ب): (والأولى أن يتبع من هذا).
(¬2) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 319.
(¬3) في (ب): (إذا).
(¬4) في (ب): (موضع).
(¬5) ذكره بدون نسبة الواحدي في "الوسيط" 1/ 158، وذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 26 عن الزجاج، وانظر: "معاني الفراء" 1/ 373، و"تفسير الطبري" 8/ 123.
(¬6) انظر: "تفسير البغوي" 3/ 216، و"الرازي" 14/ 27، و"الدر المصون" 5/ 256.

الصفحة 26