كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}، قال ابن عباس: (يريد: صاروا إلى العذاب {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}، قال: يريد: يجحدون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم) (¬1).
10 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ}، قال الزجاج: (معنى التمكين في الأرض: التمليك والقدرة) (¬2)، وهو قول ابن عباس قال: (يريد: ملكناكم (¬3) في الأرض، يريد: ما بين مكة إلى اليمن، وما بين مكة إلى الشام) (¬4).
¬__________
= وذكره القرطبي في "تفسيره" 7/ 167. وفي "التذكرة" ص 361، وقال: (ذكره القشيري في "تفسيره") اهـ. وحديث البطاقة مشهور. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" 2/ 213 - و- 221 - 223، وابن ماجه (4300) كتاب الزهد، باب: ما يرجى من رحمة الله تعالى، والترمذي حديث (2639) كتاب الإيمان, باب: ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، والحاكم في "المستدرك" 1/ 6 - و- 529 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة فيوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان، قال: فيبعث به إلى النار: قال: فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول: لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقي له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان" اهـ. لفظ أحمد، قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) اهـ. وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) اهـ. ووافقه الذهبي في "التلخيص"، وقال السيوطي في "الدر" 8/ 131، والشوكاني في "تفسيره" 2/ 278، وصديق خان 3/ 307: (إسناده عند أحمد حسن) اهـ. وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 43، رقم 135.
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 159 ولم أقف عليه عند غيره.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 2/ 320، وانظر: "تفسير الطبري" 8/ 125، و"معاني النحاس" 3/ 11.
(¬3) في (ب): (مكناكم).
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 81 - 82، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 160.
الصفحة 28
576