كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقولى تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}، يقال: عاش يعيش عيشا ومعاشًا ومعيشة وعيشة ومعيشا بغير هاء (¬1) ومنه قول رؤبة:
إليك أشكو شِدَّةَ المَعِيشِ (¬2)
قال الليث: (العيش: المطعم والمشرب (¬3) وما يكون به الحياة، والمعيشة: ما يعاش به) (¬4)، [وقال الزجاج: (ومعنى المعايش: يحتمل أن يكون ما يعيشون به] (¬5) ويمكن أن يكون الوصلة إلى ما يعيشون به) (¬6).
وقد أشار ابن عباس إلى المعنين اللذين ذكرهما الزجاج فقال في قوله: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} (يريد: بما أفضل عليكم في الرزق وما فضلكم به على العرب، وهو أنهم ينسبون إلى الله وإلى حرمه وأمنه والعرب لهم تبع) (¬7) فقوله: (بما أفضل عليكم في الرزق) إشارة إلى [الوصلة] (¬8) إلى ما يعيشون به؛ لأنهم بذلك التفضيل توصلوا إلى المكاسب والتجارات، وعلى ما ذكره ابن عباس من التفسير تكون الآية خطابًا لقريش.
¬__________
(¬1) النص من "تهذيب اللغة" 3/ 2281، وانظر: "اللسان" 5/ 3190 (عيش).
(¬2) "ديوانه" ص 78، و"الزاهر" 1/ 250، والقرطبي 3/ 81، و"الدر المصون" 2/ 420، 5/ 258، وتمامه:
ومر أعوام نتفن ريشي
أي أذهبن مالي، وفي "الديوان":
أَشْكُو إِلَيْك شِدَّةَ المعَيشِ ... دهرًا تنقَّى المُخَ بِالتَمشِيشِ
(¬3) في (ب): (والمشروب).
(¬4) "تهذيب اللغة" 3/ 2281، وانظر: "العين" 2/ 189، و"الجمهرة" 2/ 872، و"الصحاح" 3/ 1512، و"المجمل" 2/ 639، و"مقاييس اللغة" 4/ 194، و"المفردات" ص 596 (عيش).
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(¬6) "معاني الزجاج" 2/ 320، ومثله ذكر النحاس في "معانيه" 3/ 11.
(¬7) في "تنوير المقباس" 2/ 82 نحوه.
(¬8) لفظ: (الوصلة) ساقط من (أ).

الصفحة 29