كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3]. [وقد مر] (¬1).

11 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}. قال ابن عباس: (أما {خَلَقْنَاكُمْ} فآدم (¬2)، وأما {صَوَّرْنَاكُمْ} (¬3) فذريته) (¬4).
وبيان هذا ما قاله مجاهد: ({خَلَقْنَاكُمْ} يعني: آدم {ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} (¬5) في ظهر آدم) (¬6)، وإنما {خَلَقْنَاكُمْ} بلفظ الجمع وهو يريد آدم؛ [لأنه أبو البشر وفي خلقه خلق يخرج من صلبه، وعلى هذا أيضًا يجوز أن يكون {صَوَّرْنَاكُمْ} لآدم وحده، وهو قول يونس (¬7)، قال: (يجوز أن يكون معنى {صَوَّرْنَاكُمْ} لآدم] (¬8) كما تقول: قد ضربناكم وإنما ضربت سيدهم) (¬9)، واختار أبو عبيد (¬10) في هذه الآية قول مجاهد لقوله بعده (¬11): {ثُمَّ قُلْنَا
¬__________
(¬1) لفظ: (وقد مر) ساقط من (أ).
(¬2) في (أ): (آدم).
(¬3) في (أ): (ثم صورناكم).
(¬4) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 126، وابن أبي حاتم 5/ 1442 بسند جيد.
(¬5) لفظ: (ثم) ساقط من (ب).
(¬6) "تفسير مجاهد" 1/ 232، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 127، وابن أبي حاتم 5/ 1442 من طرق جيدة، وقال النحاس في "معانيه" 3/ 13: (هذا أحسن الأقوال، يذهب مجاهد إلى أنه خلقهم في ظهر آدم، ثم صورهم حين أخذ عليهم الميثاق، ثم كان السجود لآدم بعد، ويقوي هذا: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]، والحديث أنه أخرجهم أمثال الذر فَأخّذ عليهم الميثاق) اهـ. وسيأتي تخريج الحديث.
(¬7) يونس بن حبيب الضبي، لُغوي. تقدمت ترجمته.
(¬8) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬9) ذكره الثعلبي في "الكشف" 188 أ.
(¬10) لم أقف عليه بعد طول بحث عنه.
(¬11) في (ب): (بعد).

الصفحة 38