كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا}، وكان قوله: {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} قبل خلق ذرية آدم وتصويرهم في الأرحام، و (ثم) يوجب التراخي (¬1) والترتيب، فمن جعل الخلق والتصوير في هذه الآية لأولاد آدم في الأرحام لم يكن قد راعى حكم (ثم) في الترتيب، إلا أن يأخذ. بقول الأخفش فإنه يقول: ((ثم) هاهنا في معنى الواو) (¬2).
قال الزجاج: (وهذا خطأ لا يجيزه الخليل (¬3) وسيبويه (¬4) وجميع من يوثق بعلمه) (¬5).
قال أبو عبيد (¬6): (وقد بينه مجاهد (¬7) حين قال: إن الله خلق آدم [و] صورهم (¬8) في ظهره ثم أمر بعد ذلك بالسجود) قال: وهذا بين في حديث [آخر] (¬9) وهو أنه أخرجهم من ظهر آدم في سورة الذر) (¬10).
¬__________
(¬1) انظر: "حروف المعاني" للزجاجي ص 16، و"معاني الحروف" للرماني ص 105، وذكر عدة أوجه في هذه الآية، و"رصف المباني" ص 249، و"المغني" لابن هشام 1/ 117.
(¬2) "معاني الأخفش" 2/ 294.
(¬3) انظر: "العين" 8/ 218.
(¬4) انظر: "الكتاب" 1/ 291، 1/ 429، 3/ 89، 3/ 501.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 321، ونحوه ذكر النحاس في "معانيه" 3/ 12. وقال: (هذا القول خطأ على مذهب أهل النظر من النحويين، ولا يجوز أن تكون، (ثم) بمعنى الواو لاختلاف معنييهما) اهـ.
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) سبق تخريجه.
(¬8) لفظ: (الواو) ساقطة من (ب).
(¬9) لفظ: (آخر) ساقطة من (ب).
(¬10) أخرج أحمد في "المسند" 1/ 272، وابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 89 رقم =

الصفحة 39