كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

12 - قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} موضع (ما (¬1)) رفع، المعنى: أي شيء منعك من السجود. قال أبو بكر (¬2): (ومعنى سؤاله الله عز وجل إبليس عن علة ترك السجود وهو عالم بذلك التوبيخ له [و] التعنيف (¬3) وليظهر أنه معاند وأنه ركب المعصية خلافاً لله عز وجل, كما يقول الرجل لعبده: ما منعك من طاعتي وقد أحسنت إليك، وما منعك من خدمتي وقد أفضلت عليك، يريد بذلك التوبيخ له) (¬4). وهذا معنى قول أبي إسحاق (¬5).
وأما (لا) في قوله {أَلَّا تَسْجُدَ} فقال الفراء: (المعنى: ما منعك أن تسجد وأن في هذا الموضع تصحبها (¬6) لا، وتكون صلة، وكذلك قوله: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95] تزاد (¬7) للاستيثاق من الجحد والتوكيد له، ومثله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (¬8) [الحديد: 29] المعنى: ليعلم أهل الكتاب) (¬9).
¬__________
(¬1) {مَاَ} اسم استفهام مبتدأ وما بعدها خبرها. انظر: "إعراب النحاس" 1/ 601، و"المشكل" 1/ 284.
(¬2) أبو بكر بن الأنباري، إمام لغوي. تقدمت ترجمته.
(¬3) لفظ: (الواو): ساقطة من (ب).
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 322، وما نقله هو نص كلامه.
(¬6) في (ب): (تصحتها)، وهو تصحيف.
(¬7) في (ب): (يراد)، وهو تصحيف.
(¬8) في النسخ: (لان لا).
(¬9) في "معاني الفراء" 1/ 473 (إلا أن معنى الجحد الساقط في لئلا من أولها لا من آخرها المعنى: ليعلم أهل "الكتاب" ألا يقدرون) اهـ. وانظر: "أضداد ابن الأنباري" ص 211.

الصفحة 41