كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وهذا أيضًا قول الكسائي (¬1)، ونحو هذا قال الزجاج: فقال: (معنى {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} إلغاء لا وهي مؤكدة؛ المعنى: ما منعك أن تسجد، قال (¬2) ومثل إلغاء (لا) قول الشاعر (¬3):
أَبَى جُوُده لا البُخْلَ وَاسْتَعْجَلَتْ بِهِ ... نَعَمْ مِنْ فَتًى لا يَمْنع الجودَ قَاتِلُهْ
قالوا: معناه: أبى جوده البخل (¬4).
[قال: وقال أبو عمرو بن العلاء: الرواية أبى جوده لا البخلِ] (¬5) والذي قاله أبو عمرو حسن، المعنى: أبى جوده (لا) التي تبخِّل الإنسان كأنه إذا قيل له: (لا) تسرف و (لا) تبذر مالك أبي جوده (¬6) هذه واستعجلت به (نعم) فقال: نعم، أفعل ولا أترك الجود، وهذان القولان في البيت هما قول العلماء) (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 161، وابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 173، والرازي في "تفسيره" 14/ 31، وقال: (هو قول الأكثرين) اهـ. ومهم أبو عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 211، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" 1/ 176، و"تأويل المشكل" ص 244، والنحاس في "إعراب القرآن" 1/ 601، 602، ومكي في "المشكل" 1/ 284.
(¬2) في (ب): وقال مثل إلغاء.
(¬3) الشاهد مشهور لا يعرف قائله، وقد تقدم تخريجه.
(¬4) في (ب): (أبي جوده لا البخل) وهو تحريف.
(¬5) في (أ): (لا البخل) وهو تحريف.
ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬6) في "معاني الزجاج" 2/ 323، (أبي جوده (لا) هذه).
(¬7) "معاني الزجاج" 2/ 323.

الصفحة 42