كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وحكى عن أحمد بن يحيى: (أن (لا) في هذه الآية ليست زائدة، ولا توكيدًا؛ لأن معنى قوله: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} من قال لك لا تسجد، فحمل نظم الكلام على (¬1) معناه) (¬2).
وهذا القول حكاه أبو بكر (¬3) عن الفراء.
وقوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} (¬4)، ولم يقل: منعني من السجود أني خير منه فأتى بشيء في معنى الجواب ولفظه غير جواب؛ لأن قوله: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [إنما هو] (¬5) جواب (أيكما خير)، ولكن الكلام في معنى الجواب لأن قوله: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} في معنى: منعني من السجود فضلي عليه، وهذا قول الفراء (¬6) والزجاج (¬7).
وزاد أبو بكر لهذا بيانًا فقال: (أما قولة إبليس لعنه الله في جواب ربه
¬__________
= أحدهما: أن تكون لا مفعولًا بها، والبخل بدل منها لأن (لا) تقال في المنع فهي مؤدية للبخل.
والثاني: أنها مفعول بها أيضًا والبخل مفعول من أجله، والمعنى: أبي جوده لفظ لا لأجل البخل أي: كراهة البخل، ويؤيد عدم الزيادة رواية الجر) اهـ. وانظر: الشاهد وتوجيهه في "الأضداد" لابن الأنباري ص 211 - 216.
(¬1) في (أ): (لأن لا)، وهو تحريف.
(¬2) ذكره الثعلبي في "الكشف" 188 أ.
(¬3) انظر "الأضداد" لابن الأنباري ص 215 - 216. وقال الرازي في "تفسيره" 4/ 31: (لا هاهنا مفيدة وليست لغوًا، وهذا هو الصحيح لأن الحكم بأن كلمة من كتاب الله لغو لا فائدة فيها مشكل صعب) اهـ.
(¬4) لفظ: (قال) ساقط من (ب).
(¬5) لفظ: (إنما هو) ساقط من (ب).
(¬6) انظر: "معاني الفراء" 1/ 374.
(¬7) "معاني الزجاج" 2/ 323.

الصفحة 44