كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

نص ودليل، وابن عباس يقول: (من قاس الدين بشيء من رأيه) ولا يجوز أن يقاس الدين بما يراه الإنسان من رأيه (¬1).

13 - قوله تعالى: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا}، قال: ابن عباس: (يريد: من الجنة، وكانوا في جنة عدن، وفيها خلق آدم) (¬2)، ونحو هذا قال مقاتل: ({{فَاهْبِطْ مِنْهَا} يعني: الجنة) (¬3).
وقال مجاهد (¬4): ({فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا} [في السماء) وهذا يدل على أنه يقول: {فَاهْبِطْ مِنْهَا}، يعني: السماء.
وقوله: {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا}] (¬5)، قال ابن عباس: (يريد: أن أهلها ملائكة متواضعون خاشعون، {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}، قال: يريد:
¬__________
(¬1) انظر: "زاد المسير" 3/ 174، و"تفسير الرازي" 14/ 34، والقرطبي 7/ 171، و"فتاوى شيخ الإسلام" 5/ 15 - 6.
(¬2) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 35، وانظر: "تفسير السمرقندي" 1/ 533، وابن الجوزي 3/ 175.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 30.
(¬4) ذكر بدون نسبة في "تفسير البغوي" 3/ 217، وابن الجوزي 3/ 175، والقرطبي 7/ 173، وقال: (هو الأظهر) وهذا هو قول الجمهور وهو الظاهر لأنه هو المعلوم عند الإطلاق والأصل في النصوص حملها على ما هو معلوم ومفهوم حتى يقوم دليلُ على خلاف ذلك، فآدم اهبط من السماء من جنة الخلد التي هي مأوى المتقين.
أفاده شيخنا محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في كتاب "أحكام القرآن" 1/ 168 وهو اختيار الواحدي في "البسيط" كما تقدم في قصة آدم من سورة البقرة، والقرطبي في "تفسيره" 1/ 302 وذهب بعضهم -وهو قول المعتزلة والخوارج- إلى أن آدم كان في جنة الدنيا بأرض عدن. انظر: "تفسير ابن عطية" 5/ 442، وابن كثير 2/ 228.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

الصفحة 46