كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

من المُذلين) (¬1)، وقد ذكرنا معنى (الصاغر) و (الصغار) عند قوله: {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ} [الأنعام: 124].
قال أبو إسحاق: (إن إبليس قد استكبر بإبائه السجود (¬2)، فأعلمه الله عز وجل أنه صاغر بذلك) (¬3).

14 - قوله تعالى: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي: أخرني إلى يوم البعث (¬4)، قال ابن عباس: (يريد: النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين) (¬5).
{قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}، قال أهل المعاني: (معناه: إنك مُنظر، ولكن ربما يذكر الجماعة في هذا الموضع، ولا يكون المراد به إلا تحقيق الخطاب في واحد) (¬6).
قال ابن عباس: (فأبى الله ذلك عليه) (¬7).
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" 2/ 83، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 162. وذكره القرطبي في "تفسيره" 7/ 173 بدون نسبة.
(¬2) في (أ): (للسجود).
(¬3) "معاني الزجاج" 2/ 324.
(¬4) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 324، و"تفسير الطبري" 8/ 133.
(¬5) "تنوير المقباس" 2/ 84، وذكره القرطبي في "تفسيره" 7/ 173 - 174. وقال الزجاج في "معانيه" 2/ 324، والنحاس 3/ 15: (أي: أخرني فلم يجب إلى هذا بعينه فأجيب إلى النظرة إلى يوم الوقت المعلوم) اهـ.
(¬6) الذي عليه أهل التفسير أن قوله: {مِنَ الْمُنْظَرِينَ} أي: داخل في عداد المنظرين بآجالهم إلى ذلك الوقت المعلوم، فقد عم تلك الفرقة إنظار وإن لم يكونوا أحياء مدة الدهر، أفاده الطبري في "تفسيره" 8/ 132، وابن عطية 5/ 443، 444، وابن الجوزي 3/ 175، وأبو حيان في "البحر" 4/ 274.
(¬7) ذكره السمرقندي في "تفسيره" 1/ 533، والقرطبي 7/ 173 - 174.

الصفحة 47