كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
وزاد الفراء بيانًا، فقال (¬1): (المعنى -والله أعلم-: لأقعدن لهم على طريقهم وفي (¬2)، وإلقاء الصفة (¬3) من هذا جائز، كما تقول: قعدت لك وجه الطريق، وعلى وجه الطريق؛ لأن الطريق ظرف (¬4) في المعنى، فاحتمل (¬5) ما يحتمله اليوم والليلة، والعام إذا قيل: آتيك غدًا وفي غد) (¬6).
ومعنى {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} كما ذكره أبو بكر فيما حكينا (¬7) عنه، قال ابن عباس في تفسير {صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} (يريد: دينك الواضح) (¬8). وقال ابن مسعود: (هو كتاب الله) (¬9).
¬__________
(¬1) في (أ): (وقال).
(¬2) في "معاني الفراء" (أو في).
(¬3) المراد بالصفة هاهنا -عند الكوفيين-: حرف الجر، وكذلك يطلقونه أيضًا على الظرف انظر: "معجم المصطلحات النحوية" للدكتور محمَّد اللبدي ص 241، و"حاشية تفسير الطبري" 12/ 337.
(¬4) في (ب): (طرقٌ) -وهو تصحيف-، وفي "معاني الفراء" 1/ 375؛ لأن الطريق صفة في المعنى، وما ذكره الواحدي هو تفسير لذلك؛ لأن الفراء يطلق على الظرف لفظ الصفة كما سبق بيانه.
(¬5) في (ب): (فاحتمله ما يحتمله) وهو تحريف.
(¬6) في "معاني الفراء" 1/ 375: (آتيك غدًا أو آتيك في غد). وضعف أبو حيان في "البحر" 4/ 275، والسمين في "الدر" 5/ 266 - 268، النصب على إسقاط الخافض لأن حذف حرف الجر لا ينقاس في مثل هذا , ولا يطرد حذفه، بل هو مخصوص بالضرورة. وقالا: (والأولى أن يضمن (لأقعدن) معنى ما يتعدى بنفسه فينتصب الصراط على أنه مفعول به، والتقدير: لألزمن بقعودي صراطك المستقيم) اهـ.
(¬7) سبق تخريجه عن ابن الأنباري
(¬8) "تنوير المقباس" 2/ 84، وذكره ابن القيم كما في "بدائع التفسير" 2/ 195 عن ابن عباس.
(¬9) ذكره ابن القيم كما في "بدائع التفسير" 2/ 195، وفي أكثر كتب التفسير عن ابن =
الصفحة 51
576