كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
وقال جابر بن عبد الله: (هو الإسلام) (¬1).
17 - قوله تعالى: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ}، قال ابن عباس في رواية الوالبي: ({مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعني آخرتهم، يقول: أشككهم فيها، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} أرغبهم في دنياهم) (¬2).
وهو قول قتادة، قال: (آتيهم {مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} فأخبرهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، ومن {خَلْفِهِمْ} من أمر الدنيا فزيَّنها لهم ودعاهم إليها) (¬3)، ونحو هذا قال الكلبي (¬4)، وهؤلاء جعلوا الآخرة بين أيديهم لأنهم يردون عليها فهي بين أيديهم، وإذا كانت الآخرة بين أيديهم كانت الدنيا خلفهم لأنهم يخلفونها (¬5).
¬__________
= مسعود قال: (طريق مكة).
انظر: "تفسير الماوردي" 2/ 206، وابن الجوزي 3/ 176، و"الدر المنثور" 3/ 135.
(¬1) ذكره ابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 176، وابن القيم كما في "بدائع التفسير" 2/ 195، وما ذكر تنبيه على بعض أنواع الصراط، والظاهر هو العموم، فالصراط: الطريق وسبيل النجاة، وذلك دين الله الحق، والإسلام وشرائعه، وهو اختيار عامة المفسرين.
انظر: "تفسير الطبري" 8/ 134، 135، و"معاني النحاس " 3/ 16، و"تفسير السمرقندي" 1/ 533، و"البغوي" 3/ 218، و"ابن عطية" 5/ 446.
(¬2) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 136، وابن أبي حاتم 5/ 1444 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 136.
(¬3) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 136 بسند جيد.، وابن أبي حاتم 5/ 1444 بسند جيد عن قتادة عن الحسن وقال: (وروى عن عكرمة نحو ذلك) اهـ.
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 84، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 225 بسند جيد عن الكلبي، وذكره السمرقندي 1/ 533، والثعلبي 188 ب.
(¬5) ذكر نحوه النحاس في "معانيه" 3/ 18.
الصفحة 52
576