كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

قال عز وجل منكراً عليهم أن تكون الأصنام عبادًا أمثالهم لقصورها عن أن تكون مثل العباد في الفهم والسمع والبصر، فحقرها وضعفها بهذا الخبر عن أن تبلغ مبلغ العباد فكيف مبلغ الآلهة، ثم قال عز وجل: فإن كان كما تقولون أنها تنفع وتضر {فَادْعُوهُمْ} إلى آخر الآية) (¬1).

195 - قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا}، قال ابن عباس: (يريد: مثل بني آدم ممن جعلت فيه الروح. {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} مثل ما يبطش بنو آدم) (¬2)، ومعنى البَطش (¬3): التناول عند الصولة، والأخذ الشديد في كل شيء: بَطش، ومنه قوله عز وتعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12].
قال أهل المعاني في هذه الآية: (إنما أنكر عليهم عبادة من لا رجل له يمشي بها , ولا يد (¬4) يبطش بها , لأن من عبد جسمًا هذه صفته فقد عبد ما لا شبهة في اليأس من ضره ونفعه، فهو ألوم (¬5) ممن عبد من له جارحة يمكن أن ينفع بها أو يضر، فقد عرفهم بهذا أنهم مفضلون عليهم (¬6) فكيف يعبدون من هم أفضل منه، فالقصد بالآية بيان جهالتهم في عبادة الأصنام (¬7)
¬__________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 2/ 286 بلا نسبة.
(¬3) انظر: "العين" 6/ 240، و"الجمهرة" 1/ 342، و"تهذيب اللغة" 1/ 349, و"الصحاح" 3/ 996، و"مقاييس اللغة" 1/ 262، و"المفردات" ص 129, و"اللسان" 6/ 301 (بطش).
(¬4) لفظ: (ولا يد) ساقط من (ب).
(¬5) في (ب): (فهو اليوم)، وفي (أ): (اللوم).
(¬6) في (ب): (عليه).
(¬7) لفظ: (الأصنام) ساقط من (ب).

الصفحة 531