كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

أي: تحسبها كأنها ساجدة، وليس للرؤية التي هي العلم هاهنا معنى فتأويل قوله: {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} (¬1): تحسبهم {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}؛ لأن لها أعينًا مصنوعة مركبة بالجواهر حتى يحسب الإنسان أنها تنظر إليه) (¬2)، فمعنى الوجه الأول: {وَتَرَاهُمْ} يقابلونك، والوجه الثاني: تحسبهم يرونك {وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} (¬3).

199 - قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ}، قال أهل اللغة: (العفو (¬4) الفضل وما أتى بغير كلفة). وقد ذكرنا هذا عند قوله: {قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] في سورة البقرة.
قال مجاهد: (أمر أن يأخذ عفو أخلاق الناس) (¬5)، وهو قول الحسن (¬6) وعروة (¬7) بن الزبير (¬8) وقتادة (¬9)، والمعنى: اقبل الميسور من
¬__________
(¬1) لفظ: (إليك) ساقط من (ب).
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) والمعنى متقارب، قال الطبري 9/ 153: (أي: يقابلونك ويحاذونك وهم لا يبصرونك لأنه لا أبصار لهم، وقيل: {تَرَاهُمْ} ولم يقل: تراها لأنها صور مصورة على صور بني آدم عليه السلام) اهـ. ونحوه قال ابن كثير في "تفسيره" 2/ 307، وانظر: "إعراب النحاس" 1/ 659، والسمرقندي 1/ 589، والبغوي 3/ 316، وابن عطية 7/ 232، وابن الجوزي 3/ 307، والرازي 15/ 95.
(¬4) هذا من "تهذيب اللغة" 3/ 2489 (عما).
(¬5) "تفسير مجاهد" 1/ 253، وأخرجه الطبري 9/ 153، وابن أبي حاتم 5/ 1637، والنحاس في "معانيه" 3/ 119 من طرق جيدة
(¬6) ذكره الماوردي 2/ 288، والواحدي في "الوسيط" 2/ 288، وابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 307.
(¬7) عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، تقدمت ترجمته.
(¬8) أخرجه عبد الرزاق 1/ 2/ 145، والطبري 9/ 153 - 154 من طرق جيدة، وذكرِه ابن أبي حاتم 5/ 1637.
(¬9) لم أقف عليه.

الصفحة 539