كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

التي للجزاء إلا أنه لا يتبين فيه الإعراب لأنه مبني مع نوع التأكيد بالفتح إذ كانت مشددة ولا بد (¬1) من تحريك ما قبلها في الجزم لالتقاء الساكنين (¬2).
وقوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} أي: اطلب النجاة من تلك البلية بالله، ومضى معنى (¬3) الاستعاذة والعوذ، {إِنَّهُ سَمِيعٌ} لدعائك {عَلِيم} بما عرض لك.

201 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا}، قال ابن عباس: (يريد: المؤمنين) (¬4). وقال الكلبي: ({إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا} الكفر والشرك والفواحش) (¬5)، {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ}، وقرئ (¬6) {طَيْف}، اختلفوا في الطيف، فقيل: إنه مصدر.
قال أبو زيد: (طاف يطوف طوفًا وطوافًا، إذا أقبل وأدبر، وأطاف يُطيف إطافة إذا جعل يستدير بالقوم ويأتيهم من نواحيهم، وطاف الخيال
¬__________
(¬1) في: (أ): (مشددة أبد من تحريك) وهو تحريف.
(¬2) انظر: "الكتاب" 3/ 514 - 519.
(¬3) انظر: "البسيط" البقرة: 67، النسخة الأزهرية 1/ 84/ أ.
(¬4) ذكره الواحدي في "الوسيط" 2/ 290، وذكره الثعلبي 6/ 32/ ب، والبغوي 3/ 317 بلا نسبة.
(¬5) ذكر الواحدي في "الوسيط" 2/ 290 عن ابن عباس قال: (يريد: المؤمنين الذين اتقوا الكفر والشرك والفواحش) اهـ. وقال السمرقندي 1/ 590: (يعني: اتقوا الشرك والفواحش) اهـ.
(¬6) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (طيف) بياء ساكنة بعد الطاء من غير ألف ولا همز، وقرأ الباقون {طَائِفٌ} بألف بحد الطاء وهمزة مكسورة بعدها.
انظر: "السبعة" ص 301، و"المبسوط" ص 187، و"التذكرة" 2/ 430، و"التيسير" ص 115، و"النشر" 2/ 275.

الصفحة 547