كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

ونحو ذلك قال الكلبي (¬1)، وروى الحكم (¬2) عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: (الطيف الغضب) (¬3).
وقال أهل المعاني: (ينبغي للعاقل إذا أحس من نفسه إفراطًا في الغضب أن يذكر غضب الله على المسرفين فلا يقدم على ما يوبقه) (¬4).
وقوله تعالى: {تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}. قال عطاء عن ابن عباس: (يريد: استعاذوا فأبصروا عظمة الله تعالى) (¬5).
وقال السدي: (معناه: إذا زلُّوا تابوا) (¬6)، وقال مقاتل: (يقول: إن المتقي إذا أصابه نزغ من الشيطان تذكر (¬7) وعرف أنها معصية فأبصرها ففزع من مخافة الله) (¬8)، فعلى هذا معنى (¬9) {مُبْصِرُونَ} أي: يبصرون مواقع خطاياهم بالتذكر والتفكر.
¬__________
(¬1) في "تنوير المقباس" 2/ 150 قال: (الطائف: الريب والوسوسة) اهـ. وذكر الثعلبي 6/ 32 ب عن الكلبي قال: (ذنب) اهـ.
(¬2) الحكم هو: الحكم بن أبان العدني، أبو عيسى، إمام، عابد، سيد أهل اليمن، وهو صدوق له أوهام. توفي سنة 154 هـ وله حوالي 80 سنة.
انظر: "الجرح والتعديل" 3/ 113، و"ميزان الاعتدال" 1/ 569، و"تهذيب التهذيب" 1/ 461، و"تقريب التهذيب" ص 174 رقم (1438).
(¬3) أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1640 بسند ضعيف، وذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" 3/ 2155 (طيف).
(¬4) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" 3/ 2155 (طيف).
(¬5) لم أقف عليه. وأخرج الطبري 9/ 159، وابن أبي حاتم 5/ 1641 بسند ضعيف عنه في الآية قال: (إذا هم منتهون عن المعصية آخذون بأمر الله عاصون للشيطان) اهـ.
(¬6) أخرجه الطبري 9/ 158، ابن أبي حاتم 5/ 1641، بسند جيد.
(¬7) في (ب): (تذكروا وعرف)، وهو تحريف.
(¬8) "تفسير مقاتل" 2/ 82.
(¬9) لفظ: (معنى) ساقط من (أ).

الصفحة 553