كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال أبو إسحاق: (أي: تفكّروا فيما أوضح الله لهم من الحجة فإذا هم على بصيرة) (¬1).
وقال الفراء: ({فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} أي: منتهون إذا أبصروا) (¬2).
وقوله: {فَإِذَا هُمْ}. معنى (إذا) هاهنا: المفاجأة، كقولك: خرجت فإذا زيد، و (إذا) في قوله {إِذَا مَسَّهُمْ} (¬3) بمنزلة الجزاء في أن لها جوابًا كجوابه، والفرق (¬4) بينها وبين الجزاء أن (إذا) عبارة عن الوقت كقولك: آتيك إذا احمَرَّ البُسْرُ، وليس كذلك (إنْ) كقولك: آتيك إن كان (¬5) كذا، فهذا شرط لا عبارة فيه (¬6) عن زمان ما , ولهذا قال الشافعي: (إذا قال لامرأته: إذا لم أطلقك فأنت طالق (¬7)؛ طلقت في الوقت، وإذا قال: إن لم أطلقك فأنت طالق؛ لم يقع الطلاق ما لم يطلقها) (¬8).
¬__________
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 396.
(¬2) "معاني الفراء" 1/ 402، والمعاني متقاربة، والمعنى: تذكروا أمر الله وانتهوا إلى أمره، أفاده الطبري 9/ 159، وانظر: "إعراب النحاس" 1/ 661، والماوردي 2/ 289، وابن الجوزي 3/ 310، و"البحر" 4/ 450.
(¬3) في (ب): (وإذا مسهم)، وهو تحريف.
(¬4) في (ب): (فالفرق).
(¬5) انظر: "حروف المعاني" للزجاجي ص 57 وص 63، و"معاني الحروف" للرماني ص 74، وص 115، و"الصاحبي" ص 176 وص 193، و"رصف المباني" ص 186، و"المغني" لابن هشام 1/ 27 وص 87.
(¬6) لفظ: (فيه) ساقط من (ب).
(¬7) لفظ: (طالق) ساقط من (ب).
(¬8) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" 1/ 224 (إن)، وفي "روضة الطالبين" 6/ 121 قال: (أدوات التعليق تقتضي الفور في طرف النفي إلا لفظة (إن) فإنها للتراخي) اهـ.
وذكر في "المجموع" 17/ 188 قول الشافعي، وقال: (هذا هو الصحيح لأن =

الصفحة 554