كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال أهل المعاني: (يطولون لهم الإغواء حتى يستمروا عليه) (¬1)، وذكرنا معنى المدّ في قوله: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15] واختلف القراء (¬2) في قوله: {يَمُدُّونَهُمْ} فقرءوا من المدّ والإمداد جميعًا، وعامة ما جاء في التنزيل مما يحمد ويستحب أمددت على أفعلت كقوله: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ} [الطور: 22]. وقوله: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} [النمل: 36] وما كان خلافه يجيء على مددت قال: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15]، فالوجه هاهنا قراءة العامة وهو فتح الياء ومن ضم الياء استعمل ما هو للخير في ضده كقوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21]، وقوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 10] (¬3).
وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}، قال الليث: (الإقصار الكف عن الشيء) (¬4). وقال أبو زيد: (أقصر فلان عن الشيء يقصر إقصارًا إذا كف عنه وانتهى) (¬5).
¬__________
(¬1) هذا قول ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص 187، الثعلبي 6/ 33 ب، ومكي في "تفسير المشكل" ص 89، وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 237، و"غريب القرآن" ص 156، و"معاني النحاس" 3/ 121.
(¬2) قرأ نافع {يَمُدُّونَهُمْ} بضم الياء وكسر الميم من أمدَّ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم من مدَّ، انظر: "السبعة" ص 301، و"المبسوط" ص 188، و"التذكرة" 2/ 340، و"التيسير" ص 115، و"النشر" 2/ 275.
(¬3) ما تقدم هو قول أبي علي في "الحجة" 4/ 122 - 123، وانظر: "إعراب النحاس" 1/ 661، و"معاني القراءات" 1/ 434، و"الحجة" لابن زنجلة ص 306، و"الكشف" 1/ 487.
(¬4) "تهذيب اللغة" 3/ 2972: وانظر: "العين" 5/ 57 (قصر).
(¬5) "تهذيب اللغة" 3/ 2972: وانظر: "الجمهرة" 2/ 742، و"الصحاح" 2/ 792، و"المجمل" 3/ 756، و"مقاييس اللغة" 5/ 96، و"المفردات" ص 672، و"اللسان" 6/ 3645 (قصر).

الصفحة 557