كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال قتادة (¬1): (هلا افتعلتها (¬2) [وأنشأتها من قبل نفسك واختيارك).
وقال الضحاك: (افتعلتها] (¬3) من تلقاء نفسك) (¬4).
قال الزجاج: (فأعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أن الآيات من قبل الله عز وجل لقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي} (¬5) [الأعراف:203] , أي: (¬6) لو كنت آتي بالآيات من قبل نفسي للزمني تعجيل ما تطلبون مني، لكن ليس الأمر كذلك لأني {أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}.
وقوله تعالى: {هَذَا} أي: هذا القرآن الذي أتيت به {بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}.
¬__________
(¬1) ذكره الثعلبي 6/ 33/ ب، وأخرج عبد الرزاق 1/ 2/ 247، والطبري 9/ 161 بسند جيد عنه قال: (لولا جئت بها من نفسك)، وفي رواية عند الطبري بسند جيد عنه قال: (لولا تلقيتها من ربك)، وأخرج الطبري 9/ 161، وابن أبي حاتم 5/ 1644 بسند جيد عنه قال: (لولا أتيت بها من قبل نفسك، هذا قول كفار قريش) اهـ.
(¬2) في (ب): (فعلتها).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬4) أخرج الطبري 9/ 161، وابن أبي حاتم 5/ 1643 بسند جيد عنه قال: (لولا أخذتها فجئت بها من السماء) اهـ، والمعاني متقاربة، واختار الطبري 9/ 161 أن المعنى: (هلا أحدثتها من نفسك) اهـ، واختار النحاس في "معانيه" 3/ 121: (جئت بها من عند نفسك قال: وكذلك هو في اللغة يقال: اجتبيت الشيء وارتجلته واخترعته واختلقته إذا جئت به من عند نفسك) اهـ.
وقال ابن الجوزي 3/ 312: (هلا افتعلتها من تلقاء نفسك قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد والفراء والزجاج وابن قتيبة في آخرين وهو أصح) اهـ. وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 200، و"تفسير غريب القرآن" ص 187، والسمرقندي 1/ 591، والماوردي 2/ 290.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 397.
(¬6) لفظ: (أي) ساقط من (أ)

الصفحة 561