كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

قال ابن الأعرابي (¬1): (البصيرة الثبات في الدين).
وقال غيره: (البصيرة العبرة، يقال: أما لك بصيرة في هذا أي: عبرة تعتبر بها (¬2) وأنشد (¬3):
في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر
أي: عبر) (¬4).
وقال الفراء (¬5) والزجاج (¬6): (البصيرة في الدين، وأصلها من ظهور الشيء وبيانه).
وقال أهل المعاني (¬7) في قوله: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}: (هذا القرآن، وهذا الوحي دلائل من ربكم تقود إلى الحق، وتهدي إلى الرشد من استدل بها دون من أعرض عنها متعاميًا عما فيها، ومن هذا يقال للطريقة من الدم (¬8) يستدل به على الرميَّة: بصيرة).
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" 1/ 342.
(¬2) في (أ): (تعتبرها)، وهو تحريف.
(¬3) البيت لقس بن ساعدة الإيادي في كتاب "المعمرين" لأبي حاتم السجستاني ص 96، و"العقد الفريد" 4/ 215، و"البيان" للجاحظ 1/ 294، و"الأغاني" 15/ 237، و"معجم المرزباني" ص 199، وبلا نسبة في "العين" 7/ 118، و"تهذيب اللغة" 1/ 342، و"اللسان" 1/ 291 (بصر).
(¬4) هذا قول الليث في "تهذيب اللغة" 1/ 342.
(¬5) لم أقف عليه عن الفراء.
(¬6) "معاني الزجاج" 2/ 397.
(¬7) انظر: "تفسير الطبري" 9/ 162.
(¬8) في (ب): (الذم) وهو تصحيف، والرمية، هي الطريدة التي يرميها الصائد. انظر: "اللسان" 3/ 1740 (رمي).

الصفحة 562