كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقوله تعالى: {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}. قال ابن عباس: (يريد: [أن] (¬1) أكثرهم لإبليس طائعين، ولله عاصين) (¬2).

18 - قوله تعالى: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا}، قال الكلبي: (من الجنة) (¬3) {مَذْءُومًا}؛ قال الليث: (ذَأَمت الرجل فهو مذؤوم أي: محقور، والذَّأم: الاحتقار) (¬4).
ونحو ذلك قال الأصمعي (¬5) وأبو زيد: (ذَأَمْته أذَأَمه إذا حقرته وذَمَمْته) (¬6)، وقال أحمد بن يحيى: (ذَأَمته عِبْتُه) (¬7).
وقال الفراء: (ذَأَمته ذأمًا فأنا أذأمه إذا عبته) (¬8).
¬__________
= أي: لأصدنهم عن الحق وأرغبنهم في الدنيا وأشككهم في الآخرة وهذا غاية في الضلالة) فالراجح في الآية أنه يأتيهم حقيقة من جميع الوجوه الممكنة من حيث لا يبصرون، ومن جميع طرق الخير والشر، فالخير يصدهم عنه والشر يحسنه لهم، وانظر: "تأويل المشكل" ص 248، و"تفسير ابن كثير" 2/ 229.
(¬1) لفظ: (أن) ساقط من (ب).
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 164، وأخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 138، وابن أبي حاتم 5/ 1446 بسند جيد عن ابن عباس قال: (موحدين)، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 136.
(¬3) ذكره السمرقندي في "تفسيره" 1/ 533، والثعلبي 188 ب، والواحدي في "الوسيط" 1/ 164، والبغوي في "تفسيره" 3/ 219.
(¬4) "العين" 8/ 203، وذكره عن الليث. الرازي في "تفسيره" 14/ 43، وأبو حيان في "البحر" 4/ 265، والسمين في "الدر" 5/ 271.
(¬5) "تهذيب اللغة" 2/ 1264، وفيه: (ذأمته، ودأمته: إذا حقرته وخزيته) اهـ. وفي 14/ 416، قال: (والذَّام: العيب) اهـ.
(¬6) "النوادر" ص 97، و"تهذيب اللغة" 2/ 1264.
(¬7) "تهذيب اللغة" 2/ 1264، وفيه زاد: (وذأمته أكثر من ذممته) اهـ.
(¬8) "الزاهر" لابن الأنباري 2/ 3، و"زاد المسير" 3/ 178، ولم أقف عليه في "معانيه".

الصفحة 57