كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

ومعناه: (¬1) استكانة لي وخوفًا من عذابي.
{وَخِيفَةً} قال الزجاج: (أصلها خوفة. فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها) ذكر ذلك في سورة طه (¬2). {وَدُونَ الْجَهْرِ} دون الرفع {مِنَ الْقَوْلِ} من القرآن.
قال (¬3): (يريد: لا ترفع بذلك صوتك، تسمع نفسك، وإن جاوزك إلى من هو إلى جانبك فلا بأس). {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}. قال: (يريد: بكرة وعشيًا، يريد: الصلوات) (¬4).
فعلى (¬5) هذا القول الآية وردت في القراءة في الصلوات كلها لقوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52].
وقد مر، فأمر ان يقرأ في نفسه في بعضها وهو صلاة الإسرار، ودون
¬__________
(¬1) في (ب): (ومعنا)، وهو تحريف.
(¬2) "معاني الزجاج" 3/ 367: (والخيف بالكسر جمع خيفة من الخَوْف، فأصله خوفة سكنت الواو إثر كسر فقلبت ياء) انظر: "إعراب النحاس" 1/ 662، و"تهذيب اللغة" 1/ 966 (خاف)، و"الحجة" لأبي علي 3/ 317، و"اللسان" 3/ 1290 (خوف)، و"معجم مفردات الإبدال والإعلال" للخراط ص 103.
(¬3) كأنه يعني بقال ابن عباس رضي الله عنهما , ولم أقف عليه عنه.
(¬4) ذكره الواحدي في "الوسيط" 2/ 295 عن ابن عباس.
(¬5) قال ابن كثير في "تفسيره" 2/ 312 - 313: (المراد بالآية الحض على كثرة الذكر من العباد {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} لئلا يكونوا من الغافلين، ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار ولا يفترون ليقتدي بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم، وزعم أن المراد بها: أمر السامع للقرآن في حال استماعه بالذكر على هذه الصفة، وهذا بعيد منافٍ للإنصات المأمور به، ثم إن المراد بذلك في الصلاة أو الصلاة والخطبة ومعلوم أن الإنصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان سواء كان سرًا أو جهرًا فهذا الذي قيل لم يتابع عليه) اهـ. بتصرف.

الصفحة 571