كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

الجهر في بعضها وهو ما يرفع فيها (¬1) الصوت بالقراءة والمسنون دون الجهر لقوله: {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110].
وقال قتادة (¬2): (أمر الله بذكره ونهى عن الغفلة، أما {بِالْغُدُوِّ} فصلاة الصبح، وأما بالعشي فصلاة العصر)، وعلى هذا القول الآية مقصورة على الصلاتين.
وقال مجاهد (¬3) وابن جريج (¬4): (أمر أن تذكروه في الصدور بالتضرع والاستكانة، ويكره رفع الصوت والنداء بالدعاء).
وعلى هذا الآية وردت في ذكر الله تعالى بالقلب، وترك الصياح في الدعاء (¬5).
وقوله تعالى: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}. الغَدْو مصدر، يقال: غَدوت أغدُو (¬6) غدوًا وغدوَّا ومنه قوله: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ} [سبأ: 12] أي: غدوها للسير، ثم سمي وقت الغدو غدوًا كما يقال: دنا الإصباح، أي: وقته، ودنا الإمساء، ويجوز أن يكون الغدو هاهنا جمع غدوة، قال الليث:
¬__________
(¬1) في (أ): (ما يرفع فيه الصوت).
(¬2) أخرجه الطبري 9/ 168 بسند جيد، وفيه {وَالْآصَالِ} بالعشي، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 288، وزاد نسبته إلى (عبد الرزاق وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة).
(¬3) أخرجه الطبري 9/ 166 بسند ضعيف، وذكره الثعلبي 6/ 35 أ، والبغوي 3/ 321 عن مجاهد وابن جريج وليس فيه عند الطبري: (ويكره رفع الصوت ..).
(¬4) أخرجه الطبري 9/ 167 بسند جيد.
(¬5) قال النحاس في "معانيه" 3/ 123: (لم يختلف في معنى قوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ} أنه في الدعاء.
وانظر: "تفسير الطبري" 9/ 166، والسمرقندي 1/ 591، والماوردي ص 290.
(¬6) في (أ): (غدوت أغدوا).

الصفحة 572