كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقوله تعالى: {مِنْهُمْ} (¬1). قال أبو بكر: (الكناية تعود على ولد آدم لأنه حين قال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ} [الأعراف: 11] كان مخاطبًا لولد آدم فرجع إليهم) (¬2).
قال ابن عباس: (يريد: من أطاعك منهم {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} قال: يريد: المشركين والمنافقين والكافرين وقرنائهم من الشياطين) (¬3).

19 - قوله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} (¬4)، الآية مفسرة في سورة البقرة (¬5).
20 - وقوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ}، قال الليث: (الوسوسة: حديث النفس والصوت الخفي من ريح تهز قصبًا أو شيئًا، كالهمس، وبه سمي صوت الحلي وسواسًا) (¬6).
¬__________
= 8/ 139، و"إعراب النحاس" 1/ 103، وفي هذه اللام وجهان: أظهرهما قول الجمهور أن اللام توطئه لقسم محذوف، و (من) شرطية في محل رفع بالابتداء {لَأَمْلَأَنَّ} جواب القسم المدلول عليه بلام التوطئة، وجواب الشرط محذوف لسد جواب القسم مسده والثاني: أن اللام للابتداء، و (من) موصولة و {تَبِعَكَ} صلتها، وهي أيضًا في محل رفع بالابتداء، و {لَأَمْلَأَنَّ} جواب قسم محذوف، وهو وجوابه في محل رفع خبرًا لهذا المبتدأ والتقدير: للذي تبعك منهم، والله لأملأن جهنم منكم.
انظر: "تفسير ابن عطية" 5/ 450، و"التبيان" 1/ 370، و"الفريد" 2/ 279، و"الدر المصون" 5/ 273.
(¬1) في النسخ: {مِنْهُمْ}. ويحتمل أنه يريد: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ}.
(¬2) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 178، والرازي في "تفسيره" 14/ 44.
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 165، وفي "تنوير المقباس" 2/ 84 نحوه.
(¬4) لفظ: {الجَنَّةَ} ساقط من (ب).
(¬5) انظر: "البسيط" البقرة: 35.
(¬6) "تهذيب اللغة" 4/ 3894.

الصفحة 60