كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

علَى صدى أسود المُواري ... في التُّرْب أمسى وفي الصفيح (¬1)
والسَّوأة فرج الرَّجُل والمرأة، وذلك لأن ظهوره يسوء الإنسان (¬2).
وقال ابن عباس: (كانا قد ألبسا ثوبًا يستر العورة منهما، فلما عصيا تهافت عنهما ذلك الثوب، وذلك قوله: {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}) (¬3) [الأعراف: 22].

20 - وقوله تعالى: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ}، قال ابن الأنباري: (يمكن أن يكون هذا مخاطبة من إبليس لهما، ويمكن أن يكون بوسوسة أوقعه في قلوبهما، والأمران مرويان إلا أن الأغلب والأكثر مخاطبته إياهما بدليل قوله: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}) (¬4).
وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ} تقديره: (إلا أن لا تكونا) عند الكوفيين، وعند البصريين (إلا كراهية أن تكونا) فحذف المضاف (¬5).
فإن قيل: كيف أطمع إبليس لعنه الله آدم في أن يكون ملكًا عند أكله من الشجرة، فانقاد له مؤملًا ذلك، وقد شاهد الملائكة متواضعة ساجدة
¬__________
= ودعا لي) اهـ. وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى إسناده في الحاشية.
(¬1) لم أهتد إلى قائله، وهو في "الدر المصون" 5/ 277. والصَفِيح: الحجارة العريضة. انظر: "اللسان" 4/ 2455 (صفح).
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 2/ 1583 (ساء)، و"المفردات" ص 441 - 442 (سوأ).
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 166، والبغوي 3/ 220، والرازي 14/ 46.
(¬4) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 47 بدون نسبة.
(¬5) انظر: "معاني الأخفش" 2/ 296، و"تفسير الطبري" 8/ 140، و"إعراب النحاس" 1/ 604، و"المشكل" 1/ 284، وقال أبو حيان في "البحر" 4/ 279، والسمين في "الدر" 5/ 287: (قوله: {إِلَّا أَنْ تَكُونَا} استثناء مفرغ وهو مفعول من أجله فقدره البصريون: إلا كراهة أن تكونا، وقدره الكوفيون: إلا أن لا تكونا، وإضمار الاسم أحسن من إضمار الحرف) اهـ. ملخصًا.

الصفحة 63