كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
له، معترفة بفضله؟ فيقال: إن آدم علم أن الملائكة لا يموتون إلا يوم القيامة، ولم يعلم ذلك لنفسه، فعرض عليه إبليس أن يصير ملكًا في البقاء ولا يموت كما لا يموتون (¬1)، وكان (¬2) ابن عباس يقرأ: {مَلَكَيْنِ} (¬3)، ويقول: (ما طمعا في أن يكونا ملَكين، لكنهما استشرفا (¬4) إلى أن يكونا مَلِكين، وإنما أتاهما الملعون من جهة المُلك، يدل على هذا قوله: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}) (¬5) [طه: 120].
وقوله تعالى: {أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}، قال ابن عباس: (يريد: لا يموتان) (¬6).
21 - قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا}. قال ابن عباس: (حلف لهما) (¬7). يقال: أَقْسم (¬8) يقسم إقسامًا إذ حلف، والقَسَم اليمين، وكذلك قاسم وهو من المفاعلة التي تكون من واحد (¬9).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" 3/ 219، والرازي 14/ 47، والقرطبي 7/ 178.
(¬2) في (ب): (فكان).
(¬3) قراءة الجمهور {مَلَكَيْنِ} -بفتح اللام بمعنى ملكين من الملائكة- وقرأ ابن عباس وغيره {مَلَكَيْنِ} -بكسر اللام-، بمعنى ملكين من الملوك، وهي قراءة شاذة. انظر: "تفسير الطبري" 8/ 140، و"إعراب النحاس" 1/ 604، و"مختصر الشواذ" ص 48.
(¬4) في (ب): (استسرفا).
(¬5) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 47، والقرطبي 7/ 178 - 179.
(¬6) "تنوير المقباس" 2/ 85.
(¬7) "تنوير المقباس" 2/ 85، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 166.
(¬8) انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 2961، و"الصحاح" 5/ 2010، و"مجمل اللغة" 3/ 752، و"المفردات" ص 670، و"اللسان" 6/ 3630 (قسم).
(¬9) قال البغوي في "تفسيره" 3/ 219: (أي: وأقسم وحلف لهما وهذا من المفاعلة التي تختص بالواحد) اهـ.
وقال القرطبي في "تفسيره" 7/ 179: (وجاء فاعلت من واحد، وهو يرد على من =
الصفحة 64
576