كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
هود (¬1) عند قوله {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (¬2) [هود: 46].
22 - قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} الآية، معنى التدلية (¬3) في اللغة: التعليق، يقال: دلى فلان الشيء في مهواة، وتدلى ذلك الشيء بنفسه.
قال أبو عبيدة: (دلاهما: خذلاهما وخلاهما من تدلية الدلو، وهو إرسالها في البئر) (¬4).
وقال أبو إسحاق: (دلاهما في المعصية (¬5) بأن غرهما) (¬6).
وذكر أبو منصور الأزهري -رحمه الله- لهذه الكلمة أصلين:
أحدهما: قال: (أصله الرجل العطشان يدلي في البئر ليروى من الماء فلا يجد فيها ماء، فيكون مدلس فيها بالغرور، فوضعت التدلية موضع الإطماع فيما لا يجدي نفعًا، فيقال: دلاه إذا أطمعه (¬7) ومنه قول أبي جندب (¬8) الهذلي:
¬__________
(¬1) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية 3/ 32 أ.
(¬2) لفظ: {بِهِ عِلْمٌ} ساقط من (ب).
(¬3) انظر: "العين" 8/ 69، و"الجمهرة" 2/ 682، و"الصحاح" 6/ 2339، و"المفردات" ص 317 (دلو).
(¬4) ذكر الثعلبي في "الكشف" 188ب، ولم أقف عليه في "مجاز القرآن".
(¬5) في (ب): (دلاهما في المعصية غرهما بأن غرهما)، وهو تحريف.
(¬6) "معاني الزجاج" 2/ 327. انظر: "معاني النحاس" 3/ 21.
(¬7) في (ب): (إذا أطعمه)، وفي (أ): (إذا طعمه)، وهو تحريف.
(¬8) أبو جُنْدَب بن مُرَّة بن قرد الهذلي، شاعر جاهلي، وهو أحد عشر إخوة كانوا جميعًا شعراء دهاة.
انظر: "الشعر والشعراء" ص 440، و"شرح ديوان الهذليين" 1/ 345، و"الأغاني" 22/ 221، 228، 230.
الصفحة 66
576