كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال ابن قتيبة {وَطَفِقَا} أي: علقا وأقبلا، يقال: طفِقْت أفعل كذا) (¬1).
وقوله تعالى: {يَخْصِفَانِ} أي: يطبقان (¬2) على أبدانهما الورق. وقال الزجاج: (معنى {يَخْصِفَانِ}: يجعلان ورقة على ورقة، ومنه قيل للذي يرقع النعل: خَصَّاف وهو يخصِفُ) (¬3) والمِخْصَفُ مِثقَبُ ذلك، ومنه قول الهذلي (¬4):
..... رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ (¬5)
¬__________
(¬1) "تفسير غريب القرآن" ص 176، وفيه (أي: جعلا وأقبلا ...). ونحوه ذكر الطبري في "تفسيره" 8/ 142، ومكي في "تفسير المشكل" ص 84.
(¬2) الخصف، بفتح فسكون: الجمع والضم، وكل ما طورق بعضه على بعض، فقد خُصِف.
انظر: "الجمهرة" 1/ 604، و"الصحاح" 4/ 1350، و"المجمل" 2/ 290، و"المفردات" ص 284 (خصف).
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 327، ونحوه في "مجاز القرآن" 1/ 212، و"غريب اليزيدي" ص 144، و"تفسير الغريب" لابن قتيبة ص 166، و"تفسير الطبري" 8/ 142، و"نزهة القلوب" ص 311، و"معاني النحاس" 3/ 22، و"تفسير المشكل" لمكي ص 84.
(¬4) هو عامر بن الحليس الهُذلي أبو كَبير، تقدمت ترجمته.
(¬5) "شرح ديوان الهذليين" 3/ 1089، و"تهذيب اللغة" 1/ 1039، و"مقاييس اللغة" 2/ 186، و"اللسان" 2/ 1174 (خصف)، و"الدر المصون" 5/ 283، وهو يصف العقاب وتمامه:
حَتَّى انْتَهَيْتُ إلى فِرَاشِ عَزِيزِةٍ ... سَوْدَاءَ .................
وفراش العزيزة يعني: عش العقاب، والروثة: طرف الأنف، المنقار.
والمخصف هو: الذي تخصف به أخفاف الإبل يريد أن منقارها حديد دقيق كأنه مِخْصَفُ.

الصفحة 70