كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
وقال الليث: (خصف العريان على نفسه إذا أخذ ورقًا عريضًا يخصف بعضه على بعض يستتر به) (¬1).
وقال الأزهري: ({يَخْصِفَانِ} أي: يطابقان بعض الورق على بعض.
كما يخصف طرائق النعل بعضها على بعض) (¬2).
ومنه قول العباس يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
...... طِبْتَ في الظّلال وفي ... مُسْتَودَع حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ (¬3)
يعني: في الجنة حيث خصف آدم وحواء الورق. قال مجاهد: ({يَخْصِفَانِ} يرقعان كهيئة الثوب) (¬4).
وقال الكلبي: (يخرزان بعضه إلى بعض) (¬5).
وقال قتادة: (أقبلا وجعلا يرقعان ويصلان عليهما من ورق الجنة، وهو ورق التين حتى صار كهيئة الثوب) (¬6).
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" 1/ 1040، وانظر: "العين" 4/ 189، وفيهما: (الاختِصَاف أن يأخذ العريان ورقًا عراضًا فَيَخْصِفُ بعضها على بعض ويستتر بها) اهـ.
(¬2) "تهذيب اللغة" 1/ 1039، وقوله: (كما يخصف النعل ..) لا يوجد فيه، وانظر: " الزاهر" 1/ 376.
(¬3) تمامه: (مَنْ قَبْلها طبت ..) وهو في "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة ص 88، و"أمالي الزجاجي" ص 44، و"اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص 231، و"تهذيب اللغة" 1/ 1039، و"أمالي ابن الشجري" 3/ 114، و"اللسان" 2/ 1174 (خصف)، و"الدر المصون" 5/ 283.
(¬4) "تفسير مجاهد" 1/ 233، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 142، وابن أبي حاتم 5/ 1452 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 140.
(¬5) في "تنوير المقباس" 2/ 85 نحوه.
(¬6) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 167، والبغوي في "تفسيره" 3/ 220، وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1453 بسند جيد عن قتادة قال: (يوصلان عليهما من ورق الجنة) اهـ.
الصفحة 71
576