كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

قال أبو إسحاق: (وفي هذا دليل على أن أمر التكشف وإظهار السوءة قبيح من لدن آدم، ألا ترى أنهما كيف بادرا إلى التستر لقبح التكشف) (¬1).
وقوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف:22]. قال عطاء: (بلغني أن الله ناداهما أفرارًا مني يا آدم؟ قال: بل حياء منك يا رب، ما ظننت أن أحدًا يقسم باسمك كاذبًا، ثم ناداه ربه: أما خلقتك بيدي، أما نفخت فيك من روحي، أما أسجدت لك ملائكتي، أما أسكنتك جنتي في جواري، اخرج من جواري، فإنه لا يجاورني من عصاني) (¬2).
وقوله تعالى: {وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}، قال ابن عباس: (بين العداوة حيث أبى السجود وقال: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}) (¬3) [الأعراف: 16].

25 - وقوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ} قال ابن عباس: (يريد: الأرض أرض الدنيا) (¬4)، والكناية عائدة إلى قوله: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [الأعراف: 24]، قال الكلبي: (في الأرض تعيشون، وفي الأرض قبوركم، ومن الأرض تخرجون من قبوركم للبعث) (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 327 - 328، ومثله ذكر السمرقندي في "تفسيره" 1/ 534، وابن الجوزي 3/ 180، والقرطبي 7/ 181.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 167، والرازي في "تفسيره" 14/ 49.
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 167، والرازي في "تفسيره" 14/ 50.
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 86.
(¬5) "تنوير المقباس" 2/ 86، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 168.

الصفحة 72