كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

2 - قوله تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ}، أجمع النحويون: على أن الكتاب مرفوع بمضمر قبله، المعنى: هذا {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} (¬1).
وأجاز الفراء أن يكون موضع هذه الحروف المعجمة رفعًا بما بعدها، و {كِتَابٌ} مرتفع بها كالمبتدأ والخبر، والمعنى: {المص} حروف {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ}، وأطال الكلام في بيان هذا (¬2)، ثم أنكر الزجاج (¬3) عليه هذا القول، وطال الخطب بينهما، وإذا رجعت إلى كتابيهما عرفت ما أقول.
وقوله تعالى: {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} [الأعراف:2].
قال ابن عباس (¬4) وأبو العالية: (ضيق) (¬5).
قال أبو إسحاق:
(معناه: لا يضيق صدرك بالإبلاغ ولا تخافن؛ وذلك أنه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أي رب إني أخاف أن يثلغوا (¬6) رأسي" (¬7)، فأعلم الله عز وجل
¬__________
(¬1) هذا نص كلام الزجاج في "معانيه" 2/ 314، وانظر: "معاني الأخفش" 2/ 293 "إعراب النحاس" 1/ 98 , "المشكل" 1/ 281.
(¬2) انظر: "معاني الفراء" 1/ 369 - 370.
(¬3) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 213 - 214 "إعراب النحاس" 1/ 598.
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 80، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 156، وأخرج ابن حسنون في "اللغات" ص 23 - 25، والوزان 3 ب عن ابن عباس قال: (حرج: ضيق بلغة قيس عيلان، وشك بلغة قريش).
(¬5) ذكره الثعلبي في "الكشف" 187 ب، والبغوي في "تفسيره" 3/ 213.
(¬6) في (ب): (تبلغوا)، وهو تحريف - والثلغ: الشدخ وضرب الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ. انظر "النهاية" 1/ 220.
(¬7) هذا طرف من حديث طويل أخرجه أحمد في "المسند" 4/ 162، ومسلم في "صحيحه" رقم (2865) عن عياض بن حمار المجاشعي، أن رسول الله (قال =

الصفحة 8