كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وبيانًا له، وهذا كله معنى قول الزجاج (¬1) وأبي علي (¬2) وابن الأنباري (¬3).
وأما معنى {وَلِبَاسُ التَّقْوَى}، فقال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد. إن ستر عوراتكم بعضكم من بعض من التقوى فلا تطوفوا عراة) (¬4) وهو قول ابن زيد (¬5) واختيار الزجاج.
[قال ابن زيد: (هو ستر العورة؛ يتقي الله فيواري عورته)، وقال الزجاج: (أي] (¬6) وستر العورة (لباس المتقين) على أن يكون (لباس التقوى) مرفوعاً بإضمار (هو)، المعنى: وهو {لِبَاسُ التَّقْوَى} أي: اللباس الذي أنزل الله تعالى ليواري سوءاتكم هو {لِبَاسُ التَّقْوَى}) (¬7) وهذا وجه آخر (¬8) في رفع اللباس سوى ما ذكرنا، قال أبو بكر: (وعلى هذا، {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} هو اللباس الأول، وإنما أعاده الله لما أخبر عنه بأنه خير من التعري
¬__________
= الفراء في "معانيه" 1/ 375، وابن خالويه في "إعراب القراءات" 1/ 178، و"مختصر الشواذ" ص 48، وذكرها النحاس في "معانيه" 3/ 24 عن الأعمش.
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 328، وفيه {ذَلِكَ} صفة.
(¬2) "الحجة" 4/ 12 - 13، وانظر "الحجة" لابن زنجلة ص280.
(¬3) ذكره السمين في "الدر" 5/ 288 - 289، ونحوه ذكر مكي في "الكشف" 1/ 461، وانظر: "الإيضاح" لابن الأنباري 2/ 652.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 150، وابن أبي حاتم 5/ 1458 بسند جيد.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬7) "معاني القرآن" 2/ 329.
(¬8) وعليه يكون {وَلِبَاسُ} خبر مبتدأ محذوف أي: هو، وقوله {ذَلِكَ خَيْرٌ} جملة أخرى من مبتدأ وخبر، وقدره النحاس في "إعراب القرآن" 1/ 606، ومكي في "المشكل" 1/ 286، وستر العورة لباس المتقين، وانظر: "البيان" 1/ 358 , و"التبيان" 1/ 371، و"الفريد" 2/ 286، و"الدر المصون" 5/ 288.

الصفحة 80