كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
به, قال: وأضيف اللباس إلى {التَّقْوَى}، كما أضيف إلى الجوع في قوله: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ} [النحل: 112] (¬1) والمعنى: ما ظهر عليهم من السكينة والإخبات (¬2) والعمل الصالح، فاستعير لذلك اسم اللباس، وهذا معنى قول ابن عباس: ({ذَلِكَ خَيْرٌ} أي: أزكى عند الله) (¬3).
وقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}، قال الكلبي: (يعني: اللباس والرياش {مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}) (¬4). قال ابن عباس: (يريد: من فرائض الله) (¬5)، يعني: إن ستر العورة مما أوجبه الله بآياته (¬6).
وقال غيره: (أي: إنزاله اللباس وخلقه إياه مما يدل على توحيده) (¬7).
وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}، قال ابن عباس: (يريد: كي (¬8) يتعظوا) (¬9).
¬__________
(¬1) "الحجة" لأبي علي 4/ 13.
(¬2) هذا نص كلام ابن قتيبة في "تأويل المشكل" ص 165، والأحسن في معنى الآية العموم، فكل ما يحصل به الاتقاء المشروع فهو من لباس التقوى، وهو يصدق على كل ما فيه تقوى الله فيندرج تحته جميع ما ذكر من الأقوال، فهي كلها مثل ومن لباس التقوى، وهذا اختيار الطبري في "تفسيره" 8/ 151، وابن عطية 7/ 39 - 40، والقرطبي 7/ 185، وأبو حيان 4/ 283.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) لم أقف عليه، وفي "تنوير المقباس" 2/ 87: ({مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} من عجائب الله) اهـ.
(¬6) انظر: "تفسير القرطبي" 7/ 182.
(¬7) ذكر نحوه مقاتل في "تفسيره" 2/ 33، وانظر: "تفسير الطبري" 8/ 151، والسمرقندي 1/ 536.
(¬8) في (ب): (كي يتعطفوا) وهو تحريف.
(¬9) "تنوير المقباس" 2/ 87.
الصفحة 83
576