كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
أنه في أمان منهم، فقال: {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} أي: فلا يضيقن صدرك من تأدية ما أرسلت به) (¬1).
وقال الفراء: (لا يضيق صدرك بالقرآن بأن يكذبوك) (¬2). وقال مجاهد (¬3) ومقاتل (¬4): (فلا يكن في قلبك شك (¬5) في القرآن أنه من الله).
وقال أبو إسحاق: (وتأويل هذا، وقوله: {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147]، وقوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} الآية [يونس: 94] أن ما خوطب به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو خطاب لأمته فكأنه بمنزلة: فلا تشكوا ولا ترتابوا) (¬6).
قال ابن قتيبة: (وأصل الحرج الضيق، والشك في الشيء يضيق صدره؛ لأنه لا يعلم حقيقته فسمي الشك حرجا) (¬7) وأما اشتقاق هذا الحرف فقد ذكرناه في سورة الأنعام [125].
¬__________
= ذات يوم في خطبته: "إن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة .. ". الحديث. ومعنى يثلغوا رأسي، أي: يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز أي: يكسر. أفاده الإِمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" 17/ 289.
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 315، وانظر: "معاني النحاس" 3/ 7 - 8
(¬2) "معاني الفراء" 1/ 370.
(¬3) "تفسير مجاهد" 1/ 231، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 116، وابن أبي حاتم 5/ 1438 بسند جيد.
(¬4) "تفسير مقاتل" 2/ 29.
(¬5) في (أ): (شيء)، وهو تحريف.
(¬6) "معاني الزجاج" 2/ 315، ومثله في "معاني النحاس" 2/ 7 - 8 والراجح أن المراد بالحرج في الآية الضيق لأن ذلك هو الغالب من معناه في كلام العرب وهو اختيار أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 210، والطبري في "تفسيره" 8/ 116، وابن عطية 5/ 423، وأبي حيان في "البحر" 4/ 266.
(¬7) "تفسير غريب القرآن" ص 176.
الصفحة 9
576