كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

قال عطاء: (يريد: من خلقه للجنة يعود في البعث إلى الجنة، ومن خلقه للنار يعود في البعث إلى النار) (¬1).
وقال القرظي (¬2): (من ابتدأ الله خلقه على (¬3) الشقوة، صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه، [وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه] (¬4)، وإن عمل بأعمال [أهل] (¬5) الشقاء؛ كإبليس والسحرة) (¬6).
وقال الفراء: (يقول بدأكم (¬7) في الخلق شقيًا وسعيدًا، فكذلك تعودون على الشقاء والسعادة) (¬8)، وهذه أقوال معناها واحد.
وقال الحسن ومجاهد: (كما بدأكم فخلقكم في الدنيا, ولم تكونوا شيئًا، كذلك تعودون يوم القيامة أحياء) (¬9)، وهذا المعنى اختيار الزجاج؛ لأنه قال: (ثم احتج عليهم بإنكارهم البعث فقال: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} أي: فليس بعثكم بأشد من ابتدائكم) (¬10).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) القرظي: هو محمد بن كعب، إمام. تقدمت ترجمته.
(¬3) في (أ): (إلي).
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬5) لفظ: (أهل) ساقط من (أ).
(¬6) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 157، وابن أبي حاتم 5/ 1463 بسند ضعيف، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 144.
(¬7) في (ب): (كما بداكم).
(¬8) "معاني الفراء" 1/ 376.
(¬9) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 157 بسند جيد عن مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد، وأخرجه عن ابن عباس بسند ضعيف، وأخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1463 بسند جيد عن السدي، وأخرجه عن ابن عباس بسند ضعيف.
(¬10) "معاني القرآن" 2/ 331، وهو اختيار الطبري في "تفسيره" 8/ 158، 159، =

الصفحة 92