كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)

وقال صاحب النظم (¬1): قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} ليس في هذا بيان أنهم [عن أَيشِ (¬2)] (¬3) سألوا من حكم الأنفال، فلما قال: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} دل ذلك على أن السؤال وقع عن الأنفال لمن هي (¬4).
وقوله تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} أي: أنها لله لا شك في ذلك، وللرسول يضعها حيث يشاء من غير مشاركة فيها , ولا مشاجرة فيما يراه منها (¬5)، قال سعد بن أبي وقاص: لما كان يوم بدر جئت بسيف (¬6)، قلت: يا رسول الله، هب هذا لي، فقال: "هذا ليس لي ولا لك لكن اذهب فاطرحه
¬__________
(¬1) هو: أبو علي الجرجاني، وقد سبق التعريف به وبكتابه.
(¬2) بفتح الهمزة وسكون الياء وكسر الشين المعجمة، ومعناها: أي شيء، قال الفيومي في "المصباح المنير" 1/ 311: وقالوا: أي شيء، ثم خففت الياء، وحذفت الهمزة تخفيفًا، وجعلا كلمة واحدة فقيل: أيش، قاله الفارابي اهـ. وفي "المعجم الوسيط" 1/ 34: أيش: منحوت من (أي شيء) بمعناه، وقد تكلمت به العرب اهـ. وقال العلامة السهانفوري في "بذل المجهود" 1/ 324: أيش هذا: مخفف أي شيء، قال في "مرقاة الصعود": حكى أبو علي الفارسي في تذكرته: حكى أبو الحسن والفراء أنهم يقولون: أيش لك، والقول فيه عندنا إنه أي شيء لك؟ حذف همزهُ فألقى حركته على الياء فتحرك بالكسر فكره به فسكن فلحقه تنوين فحذف لالتقاء الساكنين، قال: فإن قلت: بقي الاسم على حرف واحد، قيل: حسنه الإضافة اللازمة، فصار لزوم الإضافة مشبهًا له بما في نفس الكلمة، حتى حذف منها كما قيل: فيم، وبم، كذلك أيش اهـ. وقال محمود خطاب في "المنهل المورود" 1/ 65: أيش هذا: بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية، وكسر الشين المعجمة، أصلها: أي شيء هذا، فخففت الياء وحذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال وجعلا كلمة واحدة، وهو استفهام إنكاري.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(¬4) سبق التنبيه إلى أن كتاب "نظم القرآن" للجرجاني مفقود.
(¬5) هكذا في جميع النسخ.
(¬6) ساقط من (م).

الصفحة 11