كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)

وذكرنا معنى (ذات) مستقصى عند قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} [آل عمران: 119 - 120].
وقال صاحب النظم: (ذات) كناية عن الخصومة والمنازعة هاهنا، وهي الواقعة بينهم.
وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال ابن زيد: أسلموا لله ولرسوله [في الأنفال (¬1)] فإنهما يحكمان فيها ما أرادا ويضعانها حيث أرادا (¬2).
وقال أبو إسحاق (¬3): أي: اقبلوا ما أمرتم به في الغنائم وغيرها (¬4).
هذا الذي ذكرنا معنى الآية وتفسيرها، فأما حكمها فقال مجاهد وعكرمة والسدي (¬5): هي منسوخة (¬6)، نسخها قوله: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41]، فكانت الغنائم يومئذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فنسخها الله بالخمس، وهذا قول ابن عباس في رواية الوالبي عنه.
¬__________
(¬1) ساقط من (م).
(¬2) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" 9/ 178 باختلاف يسير.
(¬3) إذا أطلق المؤلف هذه الكنية فمراده الزجاج.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 400.
(¬5) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير الكوفي المفسر، اختلف علماء "الجرح والعديل" في توثيقه، فقال ابن أبي حاتم: لا يحتج به، وقال الذهبي: حسن الحديث، وقال ابن حجر: صدوق يهم، وقد أخرج له الجماعة إلا البخاري، توفي سنة 127 هـ.
انظر. "الكاشف" أ 1/ 75 , و"تقريب التهذيب" ص 520 (6481)، و"طقبات المفسرين" للداودي 1/ 110.
(¬6) أخرج آثارهم ابن جرير في "تفسيره" 9/ 175.

الصفحة 13