كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)
وقال الضحاك: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله رخص لي فسأزيدن (¬1) على السبعين لعل الله أن يغفر لهم" (¬2)، ونحو هذا قال عروة بن الزبير والحسن وقتادة: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأزيدن علي السبعين" فأنزل الله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] (¬3)، قال مقاتل: (فصار قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} منسوخًا بقوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} (¬4).
فهذا الذي ذكرنا من قولهم يدل على أنهم جعلوا قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ [أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ] (¬5)} تخييرًا، وقوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} حصرًا لهذا العدد لا تكثرًا.
81 - قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ}، قال ابن عباس وغيره: (يريد المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك) (¬6)، والمخلف:
¬__________
(¬1) في "تفسير البغوي": (فلأزيدن)، وفي "تفسير الثعلبي": (فسأزيد).
(¬2) رواه الثعلبي في "تفسيره" 6/ 134 ب، والبغوي في "تفسيره" 4/ 79، وهو ضعيف لإرساله، وقال القشيري: لم يثبت أنه قال: "لأزيدن على السبعين". "تفسير القرطبي" 8/ 219.
(¬3) رواه ابن جرير 10/ 198 - 200 عن عروة وقتادة، ورواه عن عروة أيضًا ابن أبي حاتم 6/ 1854، وأشار القرطبي في "تفسيره" 8/ 220 إلى قول الحسن، وأقوالهم هذه مراسيل.
(¬4) "تفسير مقاتل" 133 أبنحوه.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(¬6) "تنوير المقباس" ص 200، وبنحوه قال قتادة والضحاك وابن الجوزي وغيرهم. انظر: "زاد المسير" 3/ 478، و"الدر المنثور" 3/ 474.
الصفحة 574
598